خلال الأسبوع الماضي، شهد الإنترنت نزوحًا جماعيًا للرسامين والمصورين وغيرهم من الفنانين من إنستغرام. كان النزوح الجماعي بمثابة احتجاج على مدى انزعاج منشئي المحتوى من استخدام Instagram لفنهم كأداة للتدريب على الذكاء الاصطناعي.
في عالم أصبحنا فيه راسخين في الذكاء الاصطناعي، ومع انتشار آلات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، وGrammarly، وDeepBlue، هل يمكن استخدام التعلم الآلي في شيء سيئ؟ وماذا يقول ذلك عن العالم الذي نعيش فيه اليوم؟
نزوح جماعي من إنستغرام
صرح العديد من الفنانين والموسيقيين أن سبب هجرتهم يتعلق بكيفية استخدام Meta لمشاركاتهم لاستخدامها في تدريب الذكاء الاصطناعي. تصاعدت التوترات بين الطرفين بشأن هذه الكارثة، حيث يخشى منشئو المحتوى من احتمال فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف.
وفقًا للقوانين واللوائح الحالية، لا يوجد بند يمنع Meta من استخدام أعمال هؤلاء الفنانين، حيث أن كل شيء يتم نشره علنًا على الإنترنت يعتبر لعبة عادلة للتدريب على الذكاء الاصطناعي.
ومع ذلك، يشعر الفنانون بالعجز في ظل المأزق الذي يعيشونه. وبينما يحتاجون إلى الاعتماد على تطبيقات Meta لتسويق أعمالهم، إلا أنهم غير قادرين على منع Meta من استخدام العمل كمواد للذكاء الاصطناعي.
كيف ترسخت في عالم الذكاء الاصطناعي
لكن التعلم الآلي لم يكن دائمًا سيئًا، أليس كذلك؟ تعتمد بعض أدوات الذكاء الاصطناعي الأكثر شيوعًا مثل ChatGPT على التعلم الآلي أيضًا للتعلم من المطالبات المقدمة لها وبرمجة نفسها لتقديم إجابات أفضل وأكثر شمولاً.
مثال آخر هو مساعد الكتابة Grammarly، الذي يعتمد على التعلم الآلي أيضًا لتعلم قواعد اللغة وأساليب الكتابة المختلفة لعدد لا يحصى من المؤلفين لإتقان حرفته كمدقق لغوي خبير.
إذا كنت من مستخدمي واتساب، فستعرف الآن نظام Meta AI الجديد الذي قدمته الشركة إلى واتساب. يتيح Meta AI للمستخدمين إنشاء الصور أيضًا، الأمر الذي يتطلب التعلم الآلي، والذي يتم على حساب هؤلاء الفنانين.
البطل أم الصفر؟
إذن من هو الذي يحكم من هو على حق ومن هو على خطأ؟ إذا كنت مستخدمًا متحمسًا لبرامج إنشاء الصور مثل DALL.E أو Midjouney، فأنت لست أقل ذنبًا من Meta. ولكل واحد منا دور متساو في هذا الأمر. ومن النفاق أن نقف على الحصان الأخلاقي العالي وننادي السلام عليك يا مريم بينما نجني فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي خلف الأبواب المغلقة.
سؤال حقيقي
ربما جوهر القضية لا يكمن في ما هو صواب وما هو خطأ؛ بل في احترام عمل هؤلاء الفنانين. ربما ما يجب أن تفعله شركات التكنولوجيا هذه هو أن تطلب من الفنانين الإذن قبل استخدام عملهم في أي تعلم للذكاء الاصطناعي حتى يتمكنوا من الحصول على القوة والاستقلالية ليكون لهم الكلمة الأخيرة في هذا القرار.
وغني عن القول أنه يجب أن يكون هناك المزيد من القوانين واللوائح لحماية حقوق هؤلاء الفنانين من آلام حقوق النشر والانتحال.