وسائل الإعلام السنغافورية،ليانخه زاوباو نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية مقالاً يفيد بأن مؤسس تطبيقي تيك توك وبايت دانس، تشانغ ييمينج، قد غير جنسيته ليصبح سنغافورياً.

كما ردت شركة ByteDance على الأخبار بالتصريح أنه من الآن فصاعدًا، تُعتبر الشركة الآن شركة سنغافورية حيث يحمل المتحكم فيها الجنسية السنغافورية.

تتزامن خطوة بايت دانس مع نزاعها القانوني الأخير مع الولايات المتحدة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن النية الحقيقية وراء تحويل جنسية الشركة إلى سنغافورية، ولماذا، على وجه التحديد، سنغافورة؟

هل هي حالة كلاسيكية من الغسل السنغافوري؟

ويتكهن كثيرون بأن الخطوة التي اتخذها تشانغ لتحويل جنسيته وجنسية الشركة إلى سنغافوريين في وقت تواجه فيه الشركة التدقيق من جانب الولايات المتحدة هي حالة كلاسيكية من "التبييض السنغافوري".

يُعدّ التلاعب السنغافوري ظاهرةً رائجةً، إذ تنتقل الشركات إلى سنغافورة للتهرب من الرقابة الدولية. بين عامي 2019 و2022، تزايد عدد الشركات الصينية التي تنقل أعمالها إلى سنغافورة لتجنب التوتر الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين.

ومن الأمثلة على ذلك شركة التجارة الإلكترونية للأزياء السريعة Shein Group، التي نقلت مقرها الرئيسي مؤخرًا إلى سنغافورة.

انخرطت شركة بايت دانس مؤخرًا في معركة مطولة مع السلطات الأمريكية، التي أعربت عن مخاوفها بشأن ممارسات بيانات تيك توك وارتباطاتها المحتملة بالحكومة الصينية.

باءت جهود بايت دانس لمعالجة هذه المخاوف عبر القنوات الدبلوماسية بالفشل. في مارس 2023، مثُل شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لشركة تيك توك، أمام الكونغرس في محاولة لتهدئة مخاوف المشرعين.

لكن سرعان ما تحولت جلسة الاستماع إلى مواجهة، حيث تناوب المشرعون على "مهاجمة تشو باستفسارات شاقة لأكثر من أربع ساعات، مشككين في ملكية شركة بايت دانس، ومقرها بكين، لتيك توك". سلّط هذا الفشل الضوء على عمق الشكوك الأمريكية تجاه الشركة.

غالبًا ما تُعتبر سنغافورة بمثابة سويسرا جنوب شرق آسيا، إذ تقف على الحياد في الحرب الجيوسياسية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين. كما تتمتع سنغافورة بعلاقات ودية طويلة الأمد مع كلا الطرفين، مما يجعلها ملاذًا مثاليًا للشركات التي تسعى للتهرب من الرقابة الأمريكية.

قد ينبع انتقال بايت دانس إلى سنغافورة من منظور اقتصادي عملي. تاريخيًا، كانت سنغافورة خيارًا شائعًا للشركات العالمية التي تفكر في إنشاء قواعد لها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بفضل بيئة الأعمال المواتية التي توفرها، والدعم الحكومي القوي، وتوافر المواهب الإقليمية.

كما أن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل جوجل وفيسبوك، قد اتخذت من سنغافورة مقرًا لعملياتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، مما شكّل سابقةً لخطوة بايت دانس. لذا، قد لا يكون لانتقال بايت دانس إلى سنغافورة دوافع سياسية فحسب، بل قد يكون له أيضًا أسباب عملية.

التخلص من علامة صنع في الصين؟

قد يكون الدافع الرئيسي الآخر لتوسع شركة ByteDance في سنغافورة هو رغبتها في إنشاء هوية مؤسسية لا يتم تحديدها حصريًا بأصولها الصينية.

وعندما واجهت شركة شين التدقيق العالمي لاستخدامها عمالة من الأويغور، حاولت الشركة أيضًا بشكل استراتيجي نقل مقرها الرئيسي إلى سنغافورة في محاولة لفصل شركتها عن أصولها الصينية.

وبالمثل، يتطلع تيك توك إلى التخلص من شعار "صنع في الصين" في ظل التدقيق المتزايد من الجهات التنظيمية الغربية. وبذلك، سيتمكن من التخلص من تهمة محاولة الحكومة الصينية استخدام التطبيق للتجسس، إذ لم تعد الشركة مرتبطة بالصين.

يساعد إنشاء حضور كبير في سنغافورة شركة ByteDance على وضع TikTok كمنصة عالمية حقيقية بدلاً من مجرد تطبيق صيني يعمل دوليًا.

رد فعل المجتمع الصيني على هذا التحول

وقد حظيت خطوة شركة ByteDance بموافقة المجتمع الصيني، حيث أعرب الكثيرون عن أنه حتى لو انتقلت الشركة إلى سنغافورة، فإنها ستظل شركة صينية في جوهرها.

كتب أحد مستخدمي الإنترنت أن قرار نقل مقر الشركة إلى الخارج لا يعكس موقف الشركة من البلاد. وأضاف أنه بإمكانك أن تكون وطنيًا تجاه وطنك حتى لو كنت في الخارج، وغير وطني حتى لو كنت داخل البلاد.

في حين أن هناك أيضًا نقاشًا حول البلد الذي يجب أن تستقر فيه ByteDance. ينصح بعض مستخدمي الإنترنت الشركة بالانتقال إلى هونغ كونغ، مشيرين إلى أن هونغ كونغ هي واحدة من الدول ذات الاقتصادات القوية وأكبر الحوافز للشركات الصينية.

وأضاف مستخدم الإنترنت أن ميزة أخرى للانتقال إلى هونغ كونغ هي أن البلاد محمية وخاضعة أيضًا لسيطرة الحكومة الصينية على الرغم من أن ذلك ليس مكتوبًا على الورق.

هل كل هذا مجرد إشاعة؟

في ذروة المناقشة، أصدر حساب أخبار Douyin بيانًا يقول إن الشائعات حول تغيير مؤسس ByteDance لجنسيته وتحول الشركة إلى شركة سنغافورية ليست أكثر من شائعة.

حتى الآن، لا نملك أدلة ملموسة من الشركة لتأكيد أو نفي جميع الادعاءات، وسيتعين علينا فقط الانتظار لمعرفة المزيد.

بناءً على ما سمعناه من الشركة، تسابقت العديد من شركات التكنولوجيا العملاقة للاستحواذ على الفرع الأمريكي لتيك توك. لكن الشركة لم تقرر بعد لمن ترغب في بيعها...