برنامج استدعاء الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت يعود مع ميزات خصوصية محسنة
بعد بداية صعبة في وقت سابق من هذا العام، تعمل شركة Microsoft على تجديد برنامج Recall الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، والذي تم الإعلان عنه في البداية في شهر مايو ولكن تم سحبه بسرعة بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية.
واضطرت الشركة إلى تأجيل إطلاق الميزة في يونيو/حزيران، لكن التقارير تشير إلى أنها تستعد الآن لإعادة إطلاقها، مع تحديثات مهمة تهدف إلى معالجة شكوك المستخدمين.
تتخذ شركة مايكروسوفت خطوة جديدة، من خلال تنفيذ نهج أكثر حذراً فيما يتعلق بتوفر الميزة، مما يضمن للمستخدمين سيطرة أكبر على بياناتهم.
ما هو الاستدعاء ولماذا تأخر؟
تم تصميم Recall لإنشاء سجل شامل لأنشطة المستخدمين على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وتجميع سجل قابل للبحث يتراوح من تصفح الويب إلى الدردشات الصوتية.
تم تسويق تطبيق Recall كأداة تحويلية محتملة للحوسبة الشخصية، ووعد التطبيق بمساعدة المستخدمين على استرجاع المعلومات من الأشهر الماضية بسهولة.
ومع ذلك، سرعان ما تبددت الإثارة الأولية بسبب المخاوف المتعلقة بالخصوصية.
أعرب العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي عن مخاوفهم بشأن المراقبة غير المصرح بها المحتملة، مما أثار مخاوف بشأن كيفية استغلال هذه التكنولوجيا.
ودفعت هذه الاحتجاجات مايكروسوفت إلى إعادة النظر في استراتيجيتها.
صرح ديفيد ويستون، نائب رئيس قسم أمن المؤسسات وأنظمة التشغيل، قائلاً: "لقد سمعنا الانتقادات بصوت عالٍ وواضح"، مؤكدًا التزام الشركة بتعزيز الميزة ضد إساءة الاستخدام المحتملة.
ستتضمن النسخة الجديدة من Recall طبقات من الأمان مصممة لمنع الوصول غير المصرح به، وخاصة من قبل المتسللين المتمرسين.
كيف تعمل Microsoft على تعزيز الأمان؟
ردًا على مخاوف المستخدمين، نفذت Microsoft ضمانات أمنية قوية في Recall.
يمكن للمستخدمين الآن تصفية التطبيقات ومواقع الويب المحددة، مما يضمن عدم تخزين المعلومات الحساسة.
والجدير بالذكر أن تصفية المحتوى الحساس سوف تعمل تلقائيًا على فحص البيانات الشخصية مثل أرقام الضمان الاجتماعي أو معلومات بطاقة الائتمان، وهي الخطوة التي يدعي ويستون أنها تعكس التزام الشركة بسلامة المستخدم.
وأوضح قائلاً: "نريد أن يكون لدى الناس هذه الميزة عندما يحتاجون إليها ولكن لا نريد أن يظلوا في أذهانهم"، في إشارة إلى إعداد مهلة زمنية افتراضية مدتها 15 دقيقة لاستدعاء هذه الميزة.
علاوة على ذلك، سيتم تشفير جميع البيانات التي تم التقاطها بواسطة Recall وتخزينها في جيب أمان قائم على المحاكاة الافتراضية (VBS)، مما يجعل من الصعب بشكل كبير على مجرمي الإنترنت الوصول إلى هذه المعلومات حتى في حالة تعرض كمبيوتر المستخدم للخطر.
سيتطلب هذا التشفير مصادقة Windows Hello، والتي يجب التحقق منها في كل مرة يتم فيها طلب الوصول، وبالتالي إضافة طبقة إضافية من الحماية.
لا يتمكن المهاجم من اختراق خدمات Recall المسؤولة عن إدارة اللقطات والبيانات.
تمكين المستخدم: الاشتراك في التذكير
على عكس استراتيجية الطرح السابقة، ستعمل ميزة الاستدعاء التي أعيد تقديمها على أساس الاشتراك الاختياري.
اتخذت شركة مايكروسوفت خطوات لتمكين المستخدمين من التحكم في خصوصيتهم الرقمية، مما يسمح لهم بإزالة Recall بالكامل من خلال إعدادات "الميزات الاختيارية" في Windows.
ويمثل هذا تحولاً كبيراً في نهج الشركة، الذي يعطي الأولوية لموافقة المستخدم والشفافية.
وأوضح ويستون،
"من خلال تقييم تأثير ميزات الذكاء الاصطناعي على خصوصية المستخدم بعناية وإجراء التعديلات اللازمة بناءً على التعليقات، يمكن للشركات بناء الثقة مع عملائها."
ستكون النسخة المنقحة من Recall متاحة للمستخدمين في إصدار تجريبي الشهر المقبل.
ومع ذلك، فسوف يعمل البرنامج حصريًا على أجهزة Copilot+، وهي سلسلة جديدة من أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام التشغيل Windows 11.
لن تأتي الإصدارات التجارية مثبتة مسبقًا مع Recall، على الرغم من أن الشركات سيكون لديها خيار تنزيله.
كيف سيؤثر التذكير على تجربة المستخدم؟
من خلال هذه التحسينات، يهدف تطبيق Recall إلى أن يكون بمثابة "جدول زمني قابل للاستكشاف لماضي جهاز الكمبيوتر الخاص بك"، مما يجعل من السهل على المستخدمين التنقل في أنشطتهم الرقمية.
ستقوم هذه الميزة بالتقاط لقطات دورية لشاشات المستخدمين، وتخزينها بشكل آمن لتحليلها لاحقًا.
إن التركيز المتجدد على الخصوصية والأمان أمر بالغ الأهمية حيث تسعى مايكروسوفت إلى طمأنة قاعدة المستخدمين التي أصبحت حذرة بشكل متزايد من الذكاء الاصطناعي وتداعياته على سلامة البيانات الشخصية.
مع تسابق صناعة التكنولوجيا لتقديم ميزات الذكاء الاصطناعي، تواجه الشركات تحديًا مزدوجًا يتمثل في الابتكار وثقة المستخدم.
إن إطلاق مايكروسوفت الحذر لبرنامج Recall يوضح موقفًا استباقيًا في معالجة مخاوف الخصوصية، مع التأكيد على أن الأمن يجب أن يسير جنبًا إلى جنب مع التقدم التكنولوجي.