بكين أعلنت كوريا الشمالية عن تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات في المحيط الهادئ، وهي التجربة الأولى من نوعها منذ أربعة عقود.
ولكن عملية الإطلاق كانت قريبة للغاية بالنسبة للدول المجاورة، التي احتجت بشدة على تصرفات الصين.
على سبيل المثال، أعلنت اليابان أنها لم تتلق إخطاراً مسبقاً بالتجربة، في حين أعربت تايوان عن "إدانتها الشديدة".
وقالت وزارة الدفاع الصينية يوم الخميس إن الاختبار كان ترتيبا مشروعا وروتيني يهدف إلى "اختبار أسلحتنا وأدائنا التدريبي".
وقال المتحدث باسم الوزارة تشانج شياوجانج في مؤتمر صحفي في بكين إن "السياسة النووية الصينية مستقرة للغاية ومتسقة وقابلة للتنبؤ".
وأضاف تشانغ "إننا نتبع بشكل صارم سياسة نووية تتمثل في عدم الاستخدام الأول للأسلحة النووية ونسعى إلى استراتيجية نووية للدفاع عن النفس".
وأضاف أن الصين لا تسعى إلى سباق تسلح، ووعدت بعدم استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها ضد الدول غير الحائزة للأسلحة النووية أو المناطق الخالية من الأسلحة.
مواجهة الانتقادات العامة
ولم تستقبل الدول المجاورة للصين تصرفاتها بشكل جيد. فقد قالت اليابان إنها لم تتلق أي تحذير مسبق بشأن الإطلاق. ومن ناحية أخرى، قالت أستراليا إنها تسعى للحصول على تفسير، في حين وصفت نيوزيلندا الإطلاق بأنه "تطور غير مرغوب فيه ومثير للقلق".
وقال رئيس بولينيزيا الفرنسية مويتاي بروذرسون إن الصاروخ سقط على مسافة غير بعيدة عن جزر ماركيساس، وهي أرخبيل يقع ضمن منطقتها الاقتصادية الخالصة.
وقالت المفوضية العليا الفرنسية في بيان "إن السلطات الصينية أخطرت نظيرتها الفرنسية مسبقا بهذا الاختبار"، مضيفة أن فرنسا ستعلن موقفها بشأن الاختبار.
وأكدت وزارة الدفاع الأميركية أيضا أن الولايات المتحدة تلقت إخطارا مسبقا بشأن هذه التجربة الصاروخية العابرة للقارات، ووصفت الإخطار بأنه خطوة في الاتجاه الصحيح من شأنها أن تساعد في منع أي سوء فهم.
كشف الجيش الصيني، الخميس، عن صور لإطلاق صاروخ، تظهر المقذوف وهو يتصاعد في عمود من الدخان من مكان غير معلوم.
وأشار محللون إلى أن الصور تشير إلى الإطلاق المحتمل لصاروخ باليستي عابر للقارات من طراز دونغفنغ-31 إيه جي، والذي تم عرضه لأول مرة خلال عرض عسكري في عام 2017.
الصين تعمل على تعزيز قدراتها النووية
ويستنتج المحللون أن الإجراء الأخير الذي اتخذته الصين ليس مجرد اختبار كما تدعي، بل هو إشارة إلى الدول الأخرى حول قوتها العسكرية.
وقال بنجامين هو، الأستاذ المساعد في برنامج الصين في كلية إس راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة: "إن ذلك يرسل إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها... بأن الصين لديها القدرة العسكرية للرد في حالة أي تصعيد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين".
وفي السنوات الأخيرة، كثفت بكين من تطوير أسلحتها النووية، بوتيرة أسرع كثيراً مما توقعته الولايات المتحدة. وتمتلك الصين حالياً أكثر من 500 رأس نووي عامل، ومن المرجح أن يزيد هذا العدد بنحو ألف رأس بحلول عام 2030، وفقاً لوزارة الدفاع الأميركية.