الصورة: تشاينا ديلي
يعمل البنك المركزي الصيني بنشاط على خفض حيازاته من الدولار الأمريكي، مما يشير إلى تحول كبير في ديناميكيات العملة العالمية.
إن هذا القرار الاستراتيجي، الذي تم تنفيذه على مدار ثلاثة أيام في ديسمبر/كانون الأول، يتجاوز السياسة الاقتصادية، ويلقي ببيان عميق في التمويل الدولي.
معركة يوان من أجل السيادة
وكان الدافع وراء هذه الخطوة هو تخفيض وكالة موديز لتصنيف اليوان الصيني. وباعتبارها عضواً في مجموعة البريكس، فإن تخلص الصين من الدولار الأميركي يشكل جهداً متعمداً لتعزيز مكانة اليوان العالمية. وفي الفترة من الخامس إلى الثامن من ديسمبر/كانون الأول، باعت البنوك الصينية التي تديرها الدولة الدولار الأمريكي بقوة في سوق الصرف الأجنبي الفوري. وهذا النشاط المكثف، خاصة يومي الاثنين والثلاثاء، يتعارض بشكل مباشر مع توقعات موديز السلبية لليوان.
كان رد الصين على قرار وكالة التصنيف أكثر من مجرد انتقامي؛ إنها لعبة تكتيكية لتعزيز مكانة اليوان. وباعتبارها دولة بارزة في مجموعة البريكس، تتحدى الصين هيمنة الدولار الأمريكي، وتحول سوق العملات إلى ساحة استراتيجية لها.
العواقب العالمية ومساهمة البريكس
إن تصرفات الصين لها آثار تتجاوز حدودها، مما يشكل تحديا للهيمنة المالية العالمية الطويلة الأمد للدولار الأمريكي. إن الجهود الجماعية التي يبذلها تحالف البريكس لاستبدال الدولار بالعملات المحلية في التجارة والتمويل العالميين من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على الولايات المتحدة.
وتقوم الصين أيضًا بترويج اليوان في أفريقيا للمعاملات عبر الحدود. إن تشجيع الدول الأفريقية على التجارة باليوان يضعف دور الدولار في التجارة الدولية.
وهذا السيناريو عبارة عن لعبة شطرنج عالمية استراتيجية، تهدف تحركات الصين فيها إلى تعزيز مكانتها والضغط على الدولار الأميركي. وستكون للنتيجة آثار كبيرة على العملات المعنية والنظام المالي العالمي برمته.
ومع تطور هذا الوضع، بات من الواضح أن الصراع من أجل سيادة العملة يربط بين الاقتصاد والنفوذ والقوة العالميين. إن الصين، من خلال تصرفاتها الاستراتيجية، لا تمارس اللعبة فحسب، بل إنها تعيد تشكيل قواعدها أيضا.