تواجه سلسلة شاي الحليب الصينية الشهيرة "تشاجي" ردود فعل عنيفة في فيتنام بسبب النزاع المثير للجدل حول "خط التسع نقاط"، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام الفيتنامية.
ويأتي هذا الحادث في أعقاب سلسلة من المقاطعات التي فرضتها فيتنام على العلامات التجارية الأجنبية بسبب المخاوف الإقليمية في بحر الصين الجنوبي.
استخدام تشاجي لخريطة مثيرة للجدل ذات تسع نقاط، أثار غضبًا
كانت شركة تشاجي، وهي علامة تجارية صينية معروفة لشاي الحليب، قد أعلنت في البداية عن خطط لافتتاح أول متجر لها في فيتنام، بعد تأمين موقع مميز في مدينة هوشي منه.
ولكن خططها أحبطت عندما اكتشف العملاء الفيتناميون أن شاشة تسجيل الدخول لتطبيق تشاجي الرسمي بدت وكأنها تعرض خريطة بها "خط التسع نقاط" المثير للجدل.
انتشر الخبر سريعًا عبر منصات التواصل الاجتماعي الفيتنامية، ما أثار موجة من الانتقادات ودعوات للمقاطعة. وبعد هذه الضجة، حُذف تطبيق "تشاجي" من متجري جوجل بلاي وآبل في فيتنام.
تشاجي ليست أول شركة صينية تواجه هذه المشكلة. فقد واجهت علامة تجارية صينية أخرى، بيبي ثري، مقاومة في فيتنام بسبب مخاوف مماثلة. زعم المستهلكون الفيتناميون أن تصميمًا على شكل دمعة على إحدى ألعاب العلامة التجارية يُشبه "خط التسع نقاط" المثير للجدل.
ودفع هذا السلطات الفيتنامية إلى إطلاق تحقيق على مستوى البلاد وتطبيق تدابير صارمة ضد إنتاج وبيع اللعبة.
موقف فيتنام من "خط النقاط التسع"
لطالما حافظت فيتنام على موقف حازم ضد أي تمثيل لـ"خط النقاط التسع"، معتبرةً إياه جزءًا من جهودها الأوسع نطاقًا لمعارضة مطالبات الصين الإقليمية في بحر الصين الجنوبي. وقد فرضت الحكومة الفيتنامية باستمرار لوائح صارمة على الخرائط والأفلام والمنتجات التي تحتوي على هذا الخط المتنازع عليه.
في السنوات الأخيرة، مُنعت العديد من الأفلام العالمية البارزة في فيتنام لمخاوف مماثلة. في عام ٢٠٢٢، مُنع عرض فيلم "Uncharted" من إنتاج شركة سوني، وفي عام ٢٠٢٣، مُنع عرض فيلم "Barbie". إضافةً إلى ذلك، مُنع المسلسل التلفزيوني الصيني "Flight to You" في فيتنام لاحتوائه على خرائط تُظهر "خط النقاط التسع".
وعلق جي هونغ ليانغ، نائب عميد كلية الآسيان في جامعة قوانغشي مينزو، بأن فيتنام عارضت باستمرار مطالبات الصين البحرية على المنصات العالمية، وحاولت أن تتماشى مع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بينما تصور الصين كمنتهكة.
آثار أوسع على العلاقات الثنائية
إلى جانب القيود الاقتصادية والتجارية، أثّر موقف فيتنام الصارم تجاه هذه القضية على المسافرين الصينيين الأفراد. وتشير التقارير إلى أن بعض المواطنين الصينيين مُنعوا من دخول فيتنام بسبب "مشاكل في الخرائط" تتعلق بجوازات السفر.
مع ذلك، تُصرّ الصين على أن سيادتها على بحر الصين الجنوبي تستند إلى أسس تاريخية وقانونية. وقد طرحت الحكومة الصينية مبدأ الخط المنقط لأول مرة عام ١٩٤٨، مؤكدةً بذلك مطالبها الإقليمية. وقد أكدت وزارة الخارجية الصينية مرارًا وتكرارًا أن موقفها من بحر الصين الجنوبي يستند إلى الشرعية التاريخية والقانون الدولي.
كما جددت بكين التزامها بحل النزاعات البحرية عبر المفاوضات الدبلوماسية مع الأطراف المعنية مباشرةً، والعمل جنبًا إلى جنب مع دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) للحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين. وحذرت وزارة الخارجية الصينية من أن إثارة النزاعات وتصعيد التوترات لا يخدم مصالح السلام في جنوب شرق آسيا.