المحتالون يستهدفون مستثمري العملات المشفرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي
دفع ارتفاع عمليات الاحتيال المتعلقة بالعملات المشفرة هيئة الأسواق المالية النيوزيلندية (FMA) إلى إصدار تحذير صارم بشأن مخططات الاستثمار الاحتيالية المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي، وخاصة YouTube وWhatsApp وTelegram.
المحتالون يغريون الضحايا بوعود كاذبة
يستغل المحتالون قنوات اليوتيوب لتقديم نصائح مزيفة حول تداول العملات المشفرة، وإغراء المشاهدين بالانضمام إلى مجموعات خاصة على WhatsApp أو Telegram.
تعد هذه المجموعات بتقديم نصائح استثمارية مربحة وجوائز حصرية وإرشادات من الخبراء.
بمجرد أن يقع الضحايا في فخ هذه الخدعة، يكتسب المحتالون ثقتهم ويوجهونهم إلى منصات تداول وهمية مصممة لتبدو وكأنها بورصات عملات مشفرة شرعية.
يبدأ المحتالون بإقناع المستخدمين بإجراء استثمارات صغيرة، مما يجعل المنصة تبدو شرعية من خلال إظهار أرباح مزيفة.
ومع ذلك، عندما يصبح الضحايا أكثر ثقة ويستثمرون مبالغ أكبر، فإنهم يتعرضون لمطالبات برسوم إضافية كلما حاولوا سحب الأموال، مع عدم استعادة أي أموال على الإطلاق.
ظهور منصات وهمية تجعل الكشف عنها أكثر صعوبة
ال قامت هيئة الرقابة المالية بتحديد أكثر من 40 موقعًا مشبوهًا والتي تشكل جزءًا من هذه الاحتيالات.
تم تصميم هذه المنصات الاحتيالية، بما في ذلك bi-investments.com وphoenix-trades.com وbricsinvestlimited.com، بعناية فائقة لتقليد مواقع تداول العملات المشفرة الحقيقية.
يواصل المحتالون التلاعب بضحاياهم، معتمدين على مظهر الشرعية لبناء الثقة وتأمين استثمارات أعلى.
ارتفاع حالات الاحتيال عبر تطبيق WhatsApp
أصبحت منصات المراسلة، وخاصة واتساب، بؤرة لهذه الاحتيالات.
يتجاوز المحتالون الآن وسائل الاتصال التقليدية، ويتواصلون بشكل مباشر مع الضحايا المحتملين على هواتفهم.
أفاد موقع Finance Magnates مؤخرًا أن المحتالين يستخدمون WhatsApp للترويج لمخططات استثمارية غير مصرح بها، ويعتمدون على التفاعل الشخصي لخداع المتداولين غير المطمئنين للانضمام إلى منصات احتيالية.
أظهر استطلاع للرأي أجري مع 631 متداولًا أن 60% منهم أبلغوا عن خسائر بسبب عمليات الاحتيال على Telegram، في حين لم يكن WhatsApp بعيدًا عنهم بنفس النسبة تقريبًا.
وأظهرت منصات أخرى مثل فيسبوك وإنستغرام والرسائل النصية القصيرة أيضًا مخاطر كبيرة، حيث تكبد 56% و51.8% و50% من المشاركين على التوالي خسائر.
حتى المنصات الأكثر أمانا قليلا مثل X (تويتر سابقا) وLinkedIn حققت نتائج مثيرة للقلق، حيث أبلغ 43.7% و45.4% من المستخدمين عن خسائر.
تأييد المشاهير يغذي الاحتيال
وسلطت هيئة الأسواق المالية الضوء أيضًا على اتجاه آخر مثير للقلق: الإعلانات الاستثمارية الاحتيالية التي تستخدم تأييدات مزيفة من المشاهير.
يستغل المحتالون ثقة الجمهور في الشخصيات الشهيرة من خلال استخدام صورهم في إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي لإضافة المصداقية إلى مخططاتهم الاحتيالية.
غالبًا ما تكون هذه الإعلانات المزيفة مصحوبة بمقالات إخبارية مفبركة تبدو وكأنها مستمدة من منافذ إعلامية ذات سمعة طيبة، مما يخلق شعورًا زائفًا بالأمان لدى الضحايا المحتملين.
في مايو 2024، أصدرت هيئة الأسواق المالية تحذيرًا بشأن عمليات الاحتيال التي تنطوي على تأييدات مزيفة من المشاهير، وخاصة في قطاعي العملات المشفرة والفوركس.
تستغل مثل هذه العمليات الاحتيالية أسماء معروفة لخداع المستهلكين وإقناعهم بأن أفرادًا بارزين يؤيدون هذه الفرص الاستثمارية.
عمليات الاحتيال المستنسخة: تهديد جديد للمستثمرين
تم الكشف عن مخطط خادع بشكل خاص في مارس 2024، عندما حذرت FMA من عملية احتيال مستنسخة تستهدف مستخدمي بورصة العملات المشفرة الشرعية BTSWE.
انتحل المحتالون صفة ممثلي BTSWE، ووعدوا باستعادة الأموال المفقودة في الاستثمارات السابقة.
يسلط هذا النوع من الاحتيال الضوء على كيفية قيام المحتالين بانتحال هوية المنصات والأفراد الموثوق بهم، مما يزيد من تعقيد مهمة حماية النفس من عمليات الاحتيال.
مع نمو صناعة العملات المشفرة، يتزايد أيضًا التهديد الذي يشكله هؤلاء المحتالون.
ومع تزايد تعقيد تكتيكاتهم وتوسع نطاق وصولهم عبر قنوات التواصل الاجتماعي الشهيرة، يتعين على المستثمرين أن يبقوا متيقظين وحذرين.