إيلون ماسك يصف البيتكوين بأنه وسيلة الدفاع الوحيدة القائمة على الطاقة ضد التضخم النقدي

كسر إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، صمته بشأن بيتكوين منذ آخر ذكر له عام ٢٠٢٢، عقب انهيار شركة FTX. في منشور على منصة X، أشاد ماسك بتصميم بيتكوين القائم على الطاقة، معتبرًا إياه ضمانةً ضد طباعة النقود المتهورة التي يعتقد أنها ستتصاعد في ظل سباق التسلح العالمي بالذكاء الاصطناعي.

وزعم ماسك أن نموذج إثبات العمل الخاص بالبيتكوين، والذي يعتمد على إنفاق الطاقة الحقيقية، يجعله مقاومًا للتضخم بشكل أساسي - على عكس العملات الورقية، التي يمكن للحكومات إصدارها إلى ما لا نهاية.

"لهذا السبب يعتمد البيتكوين على الطاقة: يمكنك إصدار عملة ورقية مزيفة، وقد فعلت كل حكومة في التاريخ ذلك، ولكن من المستحيل تزوير الطاقة."

وجاءت تصريحاته ردًا على منشور لمحلل السوق Zerohedge، الذي ربط الارتفاعات الأخيرة في البيتكوين والذهب والفضة بـ "انخفاض قيمة" العملات الوطنية المستخدمة لتمويل تطوير الذكاء الاصطناعي بين القوى العظمى العالمية.

في جوهر الأمر، بدا أن ماسك يتفق على أنه مع ضخ الدول تريليونات الدولارات في المنافسة على الهيمنة على الذكاء الاصطناعي، فإن الأموال الورقية سوف تفقد قيمتها - وقد تستفيد عملة البيتكوين، التي تعتمد على الطاقة وليس السياسة.

يُعد هذا المنشور أول تعليق ذي معنى من ماسك بشأن بيتكوين منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. كان آخر تصريح رئيسي له في نوفمبر 2022، بعد انهيار بورصة FTX مباشرةً، عندما حذّر من أنه على الرغم من أن "بيتكوين ستصمد"، إلا أن السوق قد تواجه انتعاشًا طويلًا وصعبًا.

شهدت تلك الفترة، التي سُميت لاحقًا بـ"شتاء العملات المشفرة"، انخفاضًا حادًا في سعر بيتكوين إلى حوالي 16,000 دولار أمريكي، ما أثار موجة من ردود الفعل السلبية في أرجاء القطاع. ويشير تجدد مشاركة ماسك الآن إلى أن قناعته الراسخة ببيتكوين لا تزال راسخة، لا سيما في ظل ما يراه عدم استقرار نقدي عالمي.

ولاء تسلا الهادئ لعملة البيتكوين

في حين أن تأثير ماسك على وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما يُحرك الأسواق، فإن أفعال تيسلا أبلغ أثرًا. فرغم التقلبات والتحديات التنظيمية في السنوات القليلة الماضية، واصلت تيسلا الاحتفاظ بحصة كبيرة من بيتكوين التي اشترتها في أوائل عام 2021، في واحدة من أجرأ رهانات الشركات على العملات المشفرة في التاريخ.

لم تستأنف شركة صناعة السيارات مدفوعات بيتكوين لسياراتها منذ إيقافها في مايو 2021 بسبب المخاوف البيئية المتعلقة باعتماد التعدين على الوقود الأحفوري. تسبب هذا الإعلان في انخفاض سعر بيتكوين بنسبة 6% في غضون ساعة، من 54,800 دولار أمريكي إلى حوالي 51,600 دولار أمريكي.

في 13 يونيو 2021، قال ماسك إن شركة تسلا ستعيد معاملات BTC الخاصة بها بمجرد التأكد من أن شبكة تعدين البيتكوين تستخدم ما لا يقل عن 50٪ من الطاقة النظيفة.

منذ ذلك الحين، تشير بيانات من مستثمر المناخ دانيال باتن ومحلل سلسلة الكتل ويلي وو إلى أن استخدام الطاقة المتجددة في تعدين بيتكوين قد تجاوز 55%، وهي أعلى نسبة له حتى الآن. ومع تزايد توجه الصناعة نحو إزالة الكربون، تتزايد التكهنات بأن تيسلا قد تعيد النظر في موقفها من مدفوعات بيتكوين.

في الوقت الحالي، يؤكد تأييد ماسك الأخير اعتقاده الأساسي: أن البيتكوين، على عكس العملات الورقية التقليدية، مدعومة بشيء لا يمكن التلاعب به أو طباعته - الطاقة نفسها.

ومع دفع سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي الحكومات إلى المزيد من الديون، فإن تعليقه بمثابة تحذير وتذكير بأنه في عصر الإفراط النقدي، قد يجعل التصميم الأساسي للبيتكوين منه العملة الصادقة الأخيرة الباقية.