تعتزم النيابة العامة الفرنسية الإطاحة برئيس تطبيق تيليجرام، بافيل دوروف، باستخدام ورقتها الرابحة النهائية - قانون جديد صارم يجرم عمالقة التكنولوجيا التي تسمح منصاتها بمنتجات أو أنشطة غير قانونية.
القانون المعروف باسملوبمي (قانون توجيه وبرمجة الأمن الداخلي)، الذي صدر في يناير/كانون الثاني 2023، وضع فرنسا في طليعة مجموعة من الدول التي تتخذ موقفا أكثر صرامة تجاه المواقع الإلكترونية المليئة بالجرائم.
المدعون الفرنسيون يضاعفون جهودهم بشأن بافيل دوروف
إن مثل هذه السلسلة من التحركات غريبة تماما نظرا لأن المدعين لم يحصلوا بعد على إدانة لإثبات فعالية القانون. ومن خلال تطبيق قانون غير مجرب وفريد من نوعه في نطاقه، يمكن أن يجعل ذلك من فرنسا أول دولة تستهدف المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا بهذه الطريقة بشكل مباشر.
وهذا يثير التساؤل لماذا السلطات الفرنسية مصممة على الإطاحة ببافيل دوروف؟ أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على قناة إكس أن اعتقال دوروف ليس له أي دوافع سياسية؛ وأن المصير النهائي للرئيس التنفيذي لشركة تيليجرام سيحدده القضاة الفرنسيون.
لكن أحد أكبر العوائق التي سيواجهها المدعون الفرنسيون هو إثبات وجود علاقة مباشرة بين تورط دوروفي في إساءة استخدام منصة المراسلة، سواء كان ذلك بسبب الإهمال أو ربما أكثر شراً، مثل الرشوة.
وفي كل الأحوال، سوف يحتاج المدعون العامون إلى جمع أدلة ملموسة لمتابعة التهم. وإذا ثبتت إدانة دوروف، فسوف يكون مذنبا بتهمة "التواطؤ في إدارة منصة على الإنترنت للسماح بمعاملة غير مشروعة"، والتي تصل عقوبتها إلى السجن لمدة عشر سنوات وغرامة قدرها خمسة آلاف يورو.
تأثير قضية دوروفي على مستقبل شركة LOPMI
كما أن فرنسا هي الدولة الأولى التي تطبق قانونًا مثل قانون LOPMI. وبالتالي فإن قضية بافيل دوروف قد يكون لها آثار بعيدة المدى على مستقبل قانون LOPMI والقوانين الأخرى على حد سواء.
إذا كان المدعون الفرنسيون قادرين على مقاضاةدوروف وبموجب قانون lOPMI، فإن ذلك من شأنه أن يشكل سابقة قانونية لأصحاب المنصات الأخرى المسؤولين عن الأنشطة غير القانونية على منصاتهم، مما يؤدي إلى زيادة التدقيق العالمي حول كيفية إدارة المنصات للمحتوى والأنشطة غير القانونية.
ولكن إذا فشلت، فقد يشير ذلك إلى أن القوانين الحالية صارمة للغاية أو أنها قد تحتاج إلى مزيد من التحسين.
وأشاد المدعون العامون في باريس، بقيادة لور بيكو، بالقانون باعتباره أداة قوية في ترسانتهم ضد الجرائم الإلكترونية المنظمة، بما في ذلك استغلال الأطفال، والاتجار ببطاقات الائتمان، وهجمات رفض الخدمة.
ورغم أن القانون يمنح السلطات الفرنسية سلطات غير مسبوقة، فإن الخبراء القانونيين والأكاديميين يحذرون من أن طبيعته غير المختبرة قد تؤدي إلى تحديات أمام المحاكم. ومع ذلك، فإن قانون الجرائم الإلكترونية الجديد في فرنسا سوف يلعب دوراً حيوياً في القضاء على الأنشطة الإجرامية على الإنترنت.