تختتم جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأميركية، رحلتها إلى الصين، تاركة وراءها مزيجاً من الأمل الحذر والتساؤلات التي لم تتم الإجابة عليها. واصفة جهودها بـ"الخطوات" بدلاً من "الانتصارات" ؛ يصف بشكل مناسب هذا التوازن الدقيق بنتيجة غير مؤكدة.
استكشاف الجوهر: المركبات الكهربائية والدبلوماسية الاقتصادية
تتناول يلين بشكل مباشر مساعي الصين للسيطرة على سوق السيارات الكهربائية، وهو ما يذكرنا بهيمنتها السابقة على صناعة الصلب. وتسلط نصيحتها التحذيرية الضوء على التداعيات العالمية لغزو الصين الطموح في مجال السيارات الكهربائية. وتحث على اليقظة فيما يتعلق بالمناخ السياسي العالمي، وعقد أوجه تشابه مع التوترات التجارية السابقة التي أشعلتها صناعة الصلب. وتراقب الولايات المتحدة وأوروبا واليابان عن كثب، حذرة من احتمال عودة النزاعات التجارية، هذه المرة في قطاع السيارات الكهربائية. ويظل من غير المؤكد ما إذا كانت الصين ستستجيب لهذا التحذير أو تلاحق أجندتها الخاصة.
وتمثل الجهود التي تبذلها يلين للحفاظ على الحوار مع القيادة الصينية وسط العلاقات المتوترة مسعى بالغ الأهمية. وعلى خلفية التوترات المتصاعدة على مدى السنوات السبع الماضية، فإن تعزيز التواصل بين القوتين ليس بالأمر الهين. وعلى الرغم من التطورات الجيوسياسية الأخيرة مثل اتفاق الغواصات AUKUS والحوار الأمني الرباعي، إلى جانب المساعي الدبلوماسية الإقليمية للصين، فقد تعثرت العلاقات الثنائية.
وتظل يلين ملتزمة بالمشاركة والدعوة إلى الحوار والتعاون بغض النظر عن الصراعات الماضية. وعلى الرغم من الأبهة الاحتفالية التي أحاطت بزيارتها، بما في ذلك الترحيب على السجادة الحمراء وجولة خاصة في المدينة المحرمة، فإن التقدم الجوهري يبدو محدودا. وتدور المناقشات حول اختلالات التوازن التجاري، والتكنولوجيا الخضراء، والاستراتيجيات الاقتصادية، إلا أن تحقيق تقدم ملموس يظل بعيد المنال.
تلمح الولايات المتحدة إلى تعريفات جمركية محتملة، بينما تدافع الصين عن سياساتها الصناعية. وفي خضم هذه المفاوضات، تؤكد يلين على أهمية اتباع نهج اقتصادي متوازن يحترم الديناميكيات العالمية. وتجسد زيارتها مزيجا من البراعة الدبلوماسية والحزم، والسعي لتعزيز الاحترام المتبادل والتفاهم. ويظل مسار جهود يلين غير مؤكد، حيث تتراوح النتائج بين الفهم المتناغم والأخطاء المحتملة.