ليدن: الإقراض بالعملات المشفرة لا معنى له بدون الشفافية

المؤلف: المؤسس المشارك لشركة Ledn، موريسيو دي بارتولوميو، Blockworks؛ المترجم: Songxue، Golden Finance

في عام 2022، سيكون لانهيار مشاريع إقراض العملات المشفرة المركزية واللامركزية تأثير سلبي على السوق تأثير عميق. لقد قضت شركة Terra وحدها على أكثر من 60 مليار دولار من الثروة من مساحة التمويل اللامركزي. وقد فقدت حالات الإفلاس المركزية، مثل FTX وBlockFi وCelsius وGenesis وما إلى ذلك، مبالغ إجمالية مماثلة أو أعلى. لكن الانهيار المفاجئ لهذه الشركات لا يرجع فقط إلى حدث معين في السوق، بل هو عَرَض لمشاكل هيكلية أكبر في صناعة الإقراض.

كشفت الأزمة عن بعض الحقائق المروعة حول الأسس المهتزة التي بنيت عليها صناعة إقراض الأصول الرقمية: الافتقار إلى الشفافية على مستوى الصناعة، والافتقار إلى ضوابط إدارة المخاطر الداخلية، وضعف الإقراض المعايير.

لكن الناس ما زالوا بحاجة إلى البيتكوين والعملات المستقرة وخدمات إقراض الأصول الرقمية، خاصة في العالم النامي حيث ولدت وترعرعت.

مع استمرار اللاعبين الراسخين الذين خضعوا للاختبار الصعب في إعادة بناء الصناعة، سنرى أيضًا وجوهًا جديدة يتم رسمها "لملء" الفراغ الذي خلفه اللاعبون المفلسون. لقد رأينا بالفعل Coinbase وKraken وBitstamp يطلقون حلول إقراض العملات المشفرة الخاصة بهم، مما يضيف الشرعية إلى السوق ويسلط الضوء على الحجم الهائل للفرصة.

مع دخول لاعبين جدد إلى مجال الإقراض، يجب عليهم العمل بقدر كبير من الشفافية والحكمة والحذر. إذا كان سيتم استخدام ضمانات المستخدم كضمان مرة أخرى وإقراضها، فمن المهم جدًا أن تكون شفافًا وصريحًا بشأن استراتيجية توليد الإيرادات الخاصة بهم. يحتاج المستخدمون إلى فهم واضح لكيفية وأين يتم استخدام أموالهم.

إن وجهة نظري بشأن أزمة الإقراض هذه، مثل كل شيء آخر في حياتي، تتأثر بشدة بالانهيار الاقتصادي الذي لاحظته في فنزويلا.

الفوضى التي جلبها علينا التضخم المفرط تجبرنا على البحث عن مخرج غير متوقع: البيتكوين. لقد وجدت أنا وعائلتي وأصدقائي، إلى جانب الملايين من الفنزويليين، أن هذا ضروري - عندما لم تكن الدولارات متاحة ولا شيء آخر يحل محلها. ومع ذلك، بمجرد أن يدرك الفنزويليون ما هي عملة البيتكوين وما يمكن أن تفعله، فإنهم لا يريدون بيعها.

هذه طريقة عملية تهدف إلى البقاء لاستخدام العملات المشفرة. عندما رأيت ما فعلته عملة البيتكوين للناس في أوطانهم، وما تعنيه للآخرين، أدركت أن الطريقة التي نتفاعل بها مع هذه الأصول بحاجة إلى التطور.

إن مجرد الاحتفاظ بالأصول الرقمية لا يكفي للجميع. يحتاج الناس إلى حلول تسمح لهم باستخدام الأصول الرقمية كضمان أو كسب الفائدة - وللقيام بذلك، يجب أن يكونوا قادرين على الثقة في المنصة.

كيف نصمم أنظمتنا لتكون شفافة مثل العملات المشفرة التي تتعامل معها؟ لقد أظهرت صدمات العام الماضي أننا في حاجة إلى نهج جديد، نهج يبني الثقة والاستقرار الحقيقيين دون فقدان الجوهر الإبداعي المتمثل في البيتكوين والأصول الرقمية.

الوضوح فيما يتعلق بالخدمة والتعرض للمخاطر ليس ذا قيمة فحسب، بل إنه غير قابل للتفاوض.

لقد قامت بعض منصات إقراض العملات المشفرة المعروفة بالفعل بدأ تنفيذ بروتوكول إثبات الاحتياطي (PoR)، على خطى بعض البورصات العالمية الكبيرة الرائدة، وهو خطوة مهمة نحو زيادة الشفافية والنزاهة في الصناعة. هناك حاجة ماسة إلى الثقة والمساءلة، وإثبات الاحتياطيات (PoR) هو إجراء يمكّن الشركة من إثبات أن لديها أصولًا كافية لتغطية الالتزامات (أي ودائع العملاء).

من خلال إثبات الاحتياطيات، يمكن للشركة أن تؤكد علنًا الجوانب المهمة لنزاهتها وسلامتها المالية. علاوة على ذلك، يتم ذلك من خلال شهادة الطرف الثالث واستخدام أدلة التشفير، مع مشاركة النتائج مع أصحاب المصلحة لبناء الثقة. يحتاج العملاء إلى التأكد من أن منصة الإقراض تقوم بالفعل على أساس مالي قوي.

إن استخدام البيتكوين والعملات المشفرة الأخرى كضمان هو أكثر من مجرد أداة مساعدة، فهو خدمة حيوية يمكن أن تفتح الباب أمام الفرص المالية لملايين الأشخاص. ولكن استقرار نموذج الإقراض هذا ليس متأصلاً؛ فهو يعتمد على المفاهيم الأساسية لإدارة المخاطر والشفافية.

المفهوم الأساسي هو: منصات إقراض العملات المشفرة التي لا تكشف بوضوح عن المخاطر وتكشف بشكل كامل عن سياسات الإقراض وإدارة المخاطر الخاصة بها، بما في ذلك إثبات معايير الاحتياطي، قد تعرض الأمن المالي لعملائها للخطر.

من الأمثلة الواضحة على ذلك العواقب التي يمكن أن تحدث عند فشل إدارة المخاطر، كما حدث مع درجة مئوية. بعد تقديم طلب الحماية من الإفلاس، اقترحت شركة سيلسيوس خطة إفلاس لإعادة بعض ودائع العملات المشفرة إلى عملاء التجزئة - ومن المتوقع أن يحصل معظمهم على استرداد بنسبة 67٪ تقريبًا من خلال وسائل مختلفة - بما في ذلك حيازات الأسهم في الكيان الجديد.

هذا ما يحدث عندما لا تتبع بروتوكولات صارمة لإدارة المخاطر.

في الاقتصاد غير المستقر، تكون المخاطر أكثر أهمية. بالنسبة للأفراد الذين يستفيدون من خدمات إقراض الأصول الرقمية للتغلب على العاصفة الاقتصادية، فإن الوضوح بشأن شروط الخدمة والتعرض للمخاطر ليس أمرًا ذا قيمة فحسب، بل إنه غير قابل للتفاوض. إنهم يستحقون عمليات واضحة تسمح لهم بالوصول إلى ثرواتهم من الأصول الرقمية دون الاضطرار إلى التنقل في حقل ألغام من المصطلحات المخفية والمخاطر غير المكشوف عنها.

نحن نعمل على إنشاء مساحة يمكن أن يثق بها الجميع

الشفافية أمر بالغ الأهمية. ولا يمكن أن تكون فكرة لاحقة، بل يجب أن تصبح جزءًا من العمليات التجارية اليومية للمنصة. يجب أن تكون الشركات صادقة وأن تظهر كل شيء للمستخدمين، بما في ذلك المخاطر التي تنطوي عليها. يعد هذا النوع من الشفافية الكاملة أمرًا بالغ الأهمية في كل شيء، خاصة عند تقديم قروض البيتكوين أو الأصول الرقمية. وذلك لضمان بقاء أصول المستخدمين آمنة أثناء تقلبات السوق.

لكن الشفافية ليست حلاً منفردًا؛ يحتاج الناس إلى فهم ما يحدث. وهذا يعني تثقيف المستخدمين وتزويدهم بالمعلومات التي يحتاجون إليها لاتخاذ قرارات مستنيرة، بدلاً من مجرد إلقاء المصطلحات والأرقام المالية عليهم.

لا يمكن أن تكون الإدارة القوية للمخاطر مجرد ممارسة لبعض المنصات؛ بل يجب أن تصبح معيارًا عالميًا. بدلاً من مجرد الرد عندما تسوء الأمور، نحتاج إلى التركيز على منع المشاكل قبل أن تبدأ. وهذا يعني مراقبة أموالك، واختبار السيناريوهات المختلفة، ومعرفة كيفية احتواء المواقف السيئة عند حدوثها.

نحن نمر بلحظة حرجة، ويتطلب إنشاء طريق نحو النجاح عملًا يعيد بناء الثقة مع مستخدمينا.

من خلال التركيز على التواصل الواضح والتعليم والإدارة القوية للمخاطر، فإننا نضع الأساس ليس فقط للحل السريع، ولكن أيضًا لمساحة يمكن أن يثق بها الجميع.