يتصور إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، مستقبلًا حيث تعمل الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الحد بشكل كبير من الحاجة إلى العمالة البشرية. وقد شارك هذا المنظور خلال مناقشة جماعية في قمة All-In Summit لعام 2024. وكرر ماسك مشاعر مماثلة من قمة سلامة الذكاء الاصطناعي في إنجلترا، مسلطًا الضوء على التحديات التي قد تواجهها البشرية في إيجاد الهدف بمجرد أن يتجاوز الذكاء الاصطناعي القدرات البشرية.
وتساءل ماسك: "كيف نجد المعنى في عالم حيث يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفعل كل ما بوسعنا فعله، ولكن بشكل أفضل؟". ووفقا له، فإن هذه المعضلة الوجودية قد تصبح قضية مركزية في المستقبل. وأشار إلى أن المهام التي يقوم بها البشر تقليديا يمكن أن تتولاها الروبوتات بشكل متزايد، مما يؤدي إلى "أزمة معنى" محتملة.
الذكاء الاصطناعي والروبوتات الشبيهة بالبشر ستدعم التوسع الاقتصادي إلى أجل غير مسمى
لقد أدى تطور الذكاء الاصطناعي إلى جعل اختبار تورينج، الذي كان في السابق معيارًا لقياس قدرة الآلة على محاكاة المحادثة البشرية، عتيقًا إلى حد كبير. وأكد ماسك أنه مع تقاعد المزيد من الناس واستمتاعهم بحياتهم، يتحول الاهتمام نحو ما إذا كان البشر قادرين على إيجاد هدف في عالم يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي في كل ما فعلوه ذات يوم.
كما ناقش التأثير الاقتصادي المحتمل للروبوتات الشبيهة بالبشر. وأشار ماسك إلى أنه "إذا كان لديك روبوتات شبيهة بالبشر... فلا يوجد حد حقيقي للاقتصاد". واقترح أن نمو الأنظمة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، وخاصة المركبات ذاتية القيادة والروبوتات الشبيهة بالبشر، يمكن أن يدفع التوسع الاقتصادي، وربما بلا حدود.
قراءة ذات صلة: شركة الذكاء الاصطناعي الصينية العملاقة Zhipu AI تصل إلى تقييم 2.8 مليار دولار بفضل الاستثمار المدعوم من الدولة
تطور روبوت أوبتيموس من شركة تسلا
وتحدث ماسك أيضًا عن روبوت تيسلا أوبتيموس، كاشفًا كيف ساهم تطويره في توفير رؤى حول آليات جسم الإنسان. كما ناقش بنية اليد، مسلطًا الضوء على أهمية تصميمها للتطورات الروبوتية المستقبلية.
إن يد أوبتيموس الحالية، التي تتمتع بـ 11 درجة من الحرية، هي نسخة مبسطة من اليد البشرية، التي تتمتع بحوالي 25 درجة من الحرية. وهذا يحد من قدرات الروبوت. ومع ذلك، فإن يد الجيل التالي من تسلا ستتميز بـ 22 درجة من الحرية، مدعومة بمحركات توضع في الساعد، تمامًا مثل الذراع البشرية، مما يتيح درجة أعلى من الوظائف.
قراءة ذات صلة: هل تتفوق روبوتات تيسلا المحلية على سيارات الأجرة الآلية الخاصة بتيسلا في السوق الاستهلاكية؟
ماسك يتوقع أن يتفوق عدد الروبوتات على البشر
ويتوقع ماسك أن يتفوق عدد الروبوتات الشبيهة بالبشر في نهاية المطاف على عدد البشر. وتتنافس شركة تسلا مع شركات مثل Figure AI و1X وMercedes-Benz لتطوير روبوتات تعمل بالذكاء الاصطناعي للاستخدام التجاري والمنزلي. وقد صرح ماسك بثقة: "الجميع يريد رفيقًا روبوتيًا"، مما يشير إلى مستقبل حيث يمكن أن تصبح الروبوتات رفقاء منزليين شائعين.
إن رؤية ماسك تثير أسئلة عميقة حول الدور المستقبلي للبشر في عالم تهيمن عليه الذكاء الاصطناعي. وفي حين تعد التطورات التكنولوجية بنمو اقتصادي غير محدود، فإن التحدي يكمن في إيجاد غرض بشري وسط هذه التغييرات الجذرية. ومع تكيف المجتمع مع هذه التحولات، قد تصبح المخاوف بشأن المعنى والهوية أكثر إلحاحًا.