قد يدفع مشروع قانون جديد شركات وسائل التواصل الاجتماعي إلى تقييد الخوارزميات للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، بهدف جعل المحتوى عبر الإنترنت أقل إدمانًا للمراهقين الصغار. بدعم من شخصيات رئيسية من مختلف الأطياف السياسية،فاتورة الهواتف الأكثر أمانًا سيتم مناقشة هذا الأمر في البرلمان هذا الأسبوع، مما يمثل خطوة مهمة نحو حماية الصحة العقلية للأطفال وسلامتهم في العصر الرقمي.
يركز مشروع القانون، الذي قاده النائب العمالي جوش ماك أليستر، على معالجة المخاوف المتزايدة بشأن تأثير الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي على المستخدمين الشباب. ويقترح عددًا من التدابير، بما في ذلك مراجعة بيع الهواتف المحمولة لمن هم دون سن 16 عامًا وتقديم ضمانات إضافية لضمان عدم استغلال منصات التواصل الاجتماعي للمستخدمين الشباب من خلال خوارزميات إدمانية. يأتي هذا التشريع وسط وعي متزايد بالأضرار الناجمة عن الإفراط في استخدام الشاشة والتعرض لمحتوى غير منظم عبر الإنترنت.
دعم سياسي وشعبي واسع النطاق
ال فاتورة الهواتف الأكثر أمانا وقد حظي مشروع القانون بدعم من زعماء حزب العمال والمحافظين، فضلاً عن المدافعين عن حماية الطفل. وقد أعربت شخصيات بارزة، بما في ذلك وزير الصحة ويس ستريتنج، ووزير التعليم المحافظ السابق كيت مالثاوس، عن موافقتهم على هذا المشروع. ومن المقرر أن يلتقي ماك أليستر مع وزير التكنولوجيا بيتر كايل هذا الأسبوع لمناقشة إمكانية دعم الحكومة لأجزاء من مشروع القانون.
وأكد ستريتنج على أهمية مشروع القانون، مشيرا على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه "نظرا لتأثير استخدام الهواتف الذكية والإدمان عليها على الصحة العقلية للأطفال والشباب والمخاوف من جانب الآباء، فإن هذا نقاش في الوقت المناسب حقا". ويقال إن الوزراء منفتحون على بعض أحكام مشروع القانون، وخاصة أنه يتماشى مع أهدافقانون السلامة على الإنترنت والتي تهدف إلى تعزيز حماية الأطفال في الفضاء الرقمي.
ويدعو ماك أليستر، الذي يتمتع بخلفية في العمل الاجتماعي وقاد المراجعة المستقلة للرعاية الاجتماعية للأطفال، إلى تغيير الطريقة التي تتفاعل بها وسائل التواصل الاجتماعي مع المستخدمين الشباب. ويقارن الحاجة إلى التنظيم بقوانين حزام الأمان التي تم تقديمها في ثمانينيات القرن العشرين، قائلاً: "تتزايد الأدلة على أن الأطفال الذين يتصفحون الإنترنت لساعات في اليوم يتسببون في أضرار واسعة النطاق. نحن بحاجة إلى ما يعادل تشريع "حزام الأمان" لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال".
رفع سن الرشد على الإنترنت
ومن بين الأحكام الرئيسية لمشروع القانون رفع سن "البلوغ على الإنترنت" من 13 إلى 16 عامًا. ومن شأن هذا التغيير أن يجعل من الصعب على الشركات جمع البيانات من المستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا دون موافقة الوالدين، مما يحد من استخدام خوارزميات المحتوى المستهدفة والمسببة للإدمان. كما سيجعل مشروع القانون حظر الهواتف المحمولة في المدارس شرطًا قانونيًا، مما يضع الإرشادات الحالية على أساس قانوني. كما سيعطي Ofcom، الهيئة التنظيمية للاتصالات، تفويضًا واضحًا لإعطاء الأولوية لسلامة الأطفال على الإنترنت ومراجعة بيع الهواتف للمراهقين الذين تقل أعمارهم عن 16 عامًا، واستكشاف كيف يمكن للتكنولوجيا حمايتهم بشكل أفضل.
وسلط مالثاوس الضوء على مدى إلحاح هذه الإجراءات، قائلاً: "إن توضيح توقعاتنا من مقدمي الخدمات والجهات التنظيمية وواجباتهم تجاه أطفالنا يجب أن يكون خطوة في الاتجاه الصحيح". ويتفق معه في هذا الرأي عدد من المدافعين الرئيسيين، بما في ذلك السيدة راشيل دي سوزا، مفوضة الأطفال في إنجلترا، والاتحاد الوطني للتعليم.
معالجة المخاوف بشأن استخدام الهواتف الذكية
وقد اشتد الجدل حول استخدام الأطفال للهواتف الذكية في الأشهر الأخيرة، حيث أقر رئيس الوزراء كير ستارمر نفسه بأنه على الرغم من أنه لا يدعم فرض حظر تام على الهواتف لمن هم دون سن 16 عامًا، إلا أن هناك "سؤالًا خطيرًا" حول ما يجب السماح لهم بالوصول إليه عبر الإنترنت. فقد صرح في يوليو/تموز: "إن جميع الآباء وكل شخص في جميع أنحاء البلاد قلقون بشأن ما يمكن الوصول إليه بالفعل على الهاتف".
يأتي مشروع القانون المقترح استجابة للأدلة المتزايدة التي تربط استخدام الهواتف الذكية بتحديات الصحة العقلية، وخاصة بين الأطفال والمراهقين. وقد أظهرت الدراسات أن الإفراط في استخدام الشاشات، وخاصة التعرض لوسائل التواصل الاجتماعي، يرتبط بارتفاع معدلات القلق والاكتئاب وقضايا الصحة العقلية الأخرى بين الشباب.
التحديات ومستقبل السلامة على الإنترنت
ورغم أن مشروع القانون يحظى بدعم واسع النطاق، فإنه يواجه تحديات في التنفيذ. ونادراً ما تمر مشاريع القوانين التي يقدمها أعضاء البرلمان، مثل مشروع قانون ماكاليستر، في شكلها الأصلي، ولكن هذا المشروع لديه فرصة أكبر للتقدم بسبب احتلاله المركز الخامس في التصويت البرلماني. وعلاوة على ذلك، فإن مشروع القانون هذا لا يزال في مرحلة مبكرة من عملية التصويت.قانون السلامة على الإنترنت إن قانون حماية الأطفال عبر الإنترنت، الذي أقرته الحكومة السابقة، يضع بالفعل بعض الأساس لتوفير حماية أقوى للأطفال عبر الإنترنت، على الرغم من أن أحكامه الكاملة لم تدخل حيز النفاذ بعد.
كما أثار مشروع القانون نقاشاً أوسع نطاقاً حول الحاجة إلى تشديد الرقابة على المواقع الإلكترونية التي تروج لمحتوى ضار، مثل اضطرابات الأكل أو الانتحار. وحث تحالف من الجمعيات الخيرية، بما في ذلك السامريون والعقل، الحكومة على تصنيف مثل هذه المواقع باعتبارها "الفئة 1" بموجب قوانين السلامة على الإنترنت الجديدة، وإخضاعها لقواعد تنظيمية أكثر صرامة. ومع ذلك، اختارت أوفكوم الإشراف المستهدف على هذه المواقع، بدلاً من الوضع المعزز الذي طالب به النشطاء.
كما هو الحالفاتورة الهواتف الأكثر أمانًا ومع التقدم الذي أحرزته هذه المبادرة، فإنها تعد بأن تلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل استخدام الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي بين الأطفال. ومع الدعم من مختلف الأحزاب والقلق العام المتزايد، فقد تمثل هذه المبادرة نقطة تحول مهمة في كيفية تفاعل العالم الرقمي مع مستخدميه الأصغر سناً.