نيكولاس كيج يحذر من تسلل الذكاء الاصطناعي إلى صناعة السينما
وجه الممثل نيكولاس كيج تحذيرا شديدا ضد التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، وحث زملاءه الممثلين والمبدعين على حماية نزاهة حرفتهم.
وفي حديثه في حفل توزيع جوائز زحل السنوي الثاني والخمسين، حيث فاز بجائزة أفضل ممثل عن أدائه في فيلم "سيناريو الحلم"، أعرب كيج عن مخاوفه بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على استبدال الإبداع البشري.
لا ينبغي للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الإبداع البشري
أثناء خطاب قبوله، أكد كيج أن الذكاء الاصطناعي لا ينبغي له أبدًا التلاعب بأداء الممثل، حتى ولو بدرجة ضئيلة.
وقال كيج:
"إن السماح لروبوت واحد بالتلاعب بأدائه هو طريق مسدود. ففي نهاية المطاف، سوف تتحول البوصة إلى ميل، وسوف يتم استبدال كل النزاهة والنقاء والحقيقة في الفن بالمصالح المالية فقط."
يعتقد كيج بقوة أن الفن، بما في ذلك العروض السينمائية، يجب أن يكون تعبيرًا عن الحالة الإنسانية - وهو شيء يعتقد أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع تكراره.
وحذر من أن السماح للذكاء الاصطناعي بالسيطرة على العمليات الإبداعية من شأنه أن يجرد الفن من عمقه العاطفي.
وقال:
"إذا سمحنا للروبوتات بالقيام بذلك، فإنها ستفتقر إلى كل الشجاعة وستفقد في النهاية حدتها وستتحول إلى هراء. ستكون الحياة كما تخبرنا الروبوتات أن نعرفها."
مخاوف كيج من استخدام الذكاء الاصطناعي بعد الوفاة
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الممثل البالغ من العمر 61 عامًا مخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي.
في يوليو 2024، خلال مقابلة مع مجلة "ذا نيويوركر"، تحدث الممثل عن "رعبه" من احتمالية قيام الذكاء الاصطناعي بالتلاعب بصورة جسده حتى بعد وفاته.
سأل القفص،
"ماذا ستفعل بجسدي ووجهي عندما أموت؟ لا أريدك أن تفعل أي شيء به!"
وكانت تصريحاته ناجمة جزئيًا عن تجاربه الشخصية مع التلاعب الرقمي، بما في ذلك نسخة ممسوحة ضوئيًا من نفسه تم استخدامها في المسلسل التلفزيوني "Spider-Noir".
أعرب الممثل عن عدم ارتياحه لفكرة استخدام صورته في مشاريع مستقبلية دون موافقته.
انقسام في هوليوود بشأن دور الذكاء الاصطناعي
لا تزال هوليوود منقسمة بشدة بشأن قضية الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام.
وفي حين يدعو كيج إلى الحذر، أعرب آخرون، مثل توم هانكس، عن وجهة نظر أكثر تفاؤلا.
في برنامج "The Adam Buxton Podcast" في مايو 2023، اقترح هانكس أن الذكاء الاصطناعي قد يطيل مسيرة الممثل، مما يسمح له بالظهور في صورته الأصغر سناً أو حتى التمثيل في أفلام بعد وفاته.
وأشار هانكس، في إشارة إلى استخدام تقنية التزييف العميق "لإزالة علامات التقدم في السن" عنه وعن زميلته في بطولة الفيلم روبن رايت "Here"،
"قد تصدمني حافلة غدًا وهذا كل شيء، لكن عروضي يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية."
ومع ذلك، فقد انتقد ممثلون مثل شون بين بشكل علني فكرة إعادة إنشاء الذكاء الاصطناعي لشخصياتهم.
ووصف بين الأمر بأنه "اقتراح غير لائق"، مشيرا إلى الآثار الأخلاقية المترتبة على السماح للاستوديوهات باستخدام الذكاء الاصطناعي بهذه الطريقة.
صرح بن في سبتمبر 2023،
"أن يفعلوا ذلك ولا يتم محاسبتهم على ذلك هو أمر مهين".
حضور الذكاء الاصطناعي في الإنتاجات السينمائية الحديثة
تصاعد الجدل حول استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام، خاصة بعد التقارير التي تشير إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتغيير أداء الممثلين.
في إحدى الحالات، استخدم فريق تحرير فيلم "The Brutalist" الذكاء الاصطناعي لتحسين نطق الممثلين أدريان برودي وفيليسيتي جونز، مما جعلهما يبدوان وكأنهما متحدثان أصليان للغة المجرية.
ورغم أن الفيلم، الذي فاز بثلاث جوائز جولدن جلوب في عام 2025، حظي بإشادة النقاد، إلا أن استخدامه للذكاء الاصطناعي أثار جدلاً كبيراً.
مع اقتراب موعد حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والتسعين، لا يزال استخدام الذكاء الاصطناعي في الأفلام موضوعًا ساخنًا، مما يثير تساؤلات حول مستقبل الإبداع في عالم رقمي متزايد.
ما رأيك في الذكاء الاصطناعي في الأفلام؟
إلى أي مدى يجب استخدامه أو يجب تجنبه تمامًا؟