جوجل تُحدث تحولاً في عملية البحث بإضافة إمكانيات الفيديو
أطلقت شركة جوجل ميزة جديدة ومهمة تسمح للمستخدمين بالبحث على الإنترنت باستخدام الفيديو.
تتيح هذه الميزة للمستخدمين توجيه الكاميرا الخاصة بهم نحو كائن ما، وطرح أسئلة حوله، وتلقي نتائج بحث ذات صلة.
بدءًا من الساعة 17:00 بتوقيت جرينتش، يمكن لمستخدمي أندرويد وآيفون حول العالم الوصول إلى هذه الميزة المبتكرة من خلال تمكين "AI Overviews" في تطبيق Google الخاص بهم، على الرغم من أنه يدعم اللغة الإنجليزية فقط حاليًا.
وتمثل هذه المبادرة خطوة أخرى تتخذها شركة التكنولوجيا العملاقة للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تحويل الطريقة التي يبحث بها المستخدمون عبر الإنترنت.
قبل ثلاثة أشهر فقط، بدأت شركة OpenAI، صانعة ChatGPT، في تجربةميزة مشابهة تسمح للمستخدمين بالتفاعل مع برنامج المحادثة الآلي الخاص بها لطرح الأسئلة بشكل مباشر .
مع استمرار السباق لإحداث ثورة في البحث، يأتي تقديم جوجل لخاصية البحث بالفيديو في أعقاب تحسينات سابقة للذكاء الاصطناعي والتي قوبلت بمراجعات متباينة.
ما هي التحديات المبكرة؟
وفي وقت سابق من هذا العام، واجهت شركة جوجل انتقادات بسبب نتائج البحث التي تولدها الذكاء الاصطناعي، والتي أنتجت في بعض الأحيان إجابات غير منتظمة ومضللة.
ومن بين الحوادث الجديرة بالملاحظةاقتراح لاستخدام "غراء غير سام" لمساعدة الجبن على الالتصاق بالبيتزا .
وفي معرض رده على هذه المخاوف، أوضح متحدث باسم جوجل أن هذه الأخطاء كانت "أمثلة معزولة".
ومنذ ذلك الحين، تحسنت جودة الاستجابات بشكل كبير، مما أدى إلى تقديم معلومات أكثر دقة في عمليات البحث.
في سعيها لتحسين تجربة المستخدم، قامت جوجل بدمج الذكاء الاصطناعي في قدرات البحث الخاصة بها بشكل أكبر.
أصبح بإمكان المستخدمين بالفعل طرح أسئلة حول الصور الثابتة باستخدام Google Lens، وهي الميزة التي اكتسبت شعبية كبيرة ودفعت الشركة إلى اتخاذ قرار بتوسيع قدراتها بشكل أكبر.
كيف ستغير هذه الميزة الجديدة التفاعل مع البيئة؟
وأكدت ليز ريد، رئيسة قسم البحث في جوجل، على الراحة التي توفرها إمكانية البحث عن الفيديو الجديدة، مشيرة إلى أنها تمكن المستخدمين من طرح الأسئلة حول محيطهم بسهولة.
لقد أوضحت ذلك من خلال سيناريو حيث يمكن للزائر في حوض السمك أن يتساءل،
"لماذا يسبحون معًا؟"
بدلاً من كتابة استعلام بحث، يمكن للمستخدم ببساطة توجيه الكاميرا، وتسجيل مقطع فيديو قصير، وطرح سؤاله لفظيًا.
يقوم الذكاء الاصطناعي من Google بتحليل الفيديو، وتحديد الكائنات - مثل الأسماك في هذه الحالة - وإنشاء نتائج بحث ذات صلة.
ما هي التكنولوجيا التي تدعم البحث عن الفيديو؟
تعتمد التقنية الأساسية لميزة البحث عن الفيديو على نموذج Gemini مخصص.
تقوم Google بطرح هذه الميزة في Search Labs لكل من نظامي التشغيل Android وiOS.
ومع ذلك، تقتصر إمكانية البحث الصوتي داخل Google Lens حاليًا على الاستعلامات باللغة الإنجليزية.
عندما يلتقط المستخدم مقطع فيديو عبر Lens، يقوم النظام بمعالجته كسلسلة من إطارات الصور.
وأوضح راجان باتيل، نائب رئيس الهندسة في جوجل، أن الشركة تستخدم تقنيات الرؤية الحاسوبية الموجودة لتفسير هذه الإطارات، ودمجها مع معلومات الويب ذات الصلة لإنشاء استجابات دقيقة.
ما هي التحديثات الأخرى التي قدمتها Google؟
بالإضافة إلى إمكانية البحث عن الفيديو الجديدة، أطلقت Google العديد من التحسينات الأخرى.
قامت الشركة بتحسين نتائج التسوق الخاصة بها، والتي تدمج الآن المراجعات والأسعار من مختلف البائعين، مما يجعل من السهل على المستخدمين اتخاذ قرارات شراء مستنيرة.
بالإضافة إلى ذلك، تتجه شركة جوجل إلى مجال التعرف على الموسيقى من خلال منافس لتطبيق Shazam التابع لشركة Apple.
تتيح هذه الأداة الجديدة، المتوفرة من خلال Circle to Search على أجهزة Android، للمستخدمين تحديد الأغاني التي يتم تشغيلها على موقع ويب أو خدمة بث مباشر دون الحاجة إلى مغادرة التطبيق.
هل هذه استجابة استراتيجية للمنافسة المتزايدة؟
وتأتي إعلانات الميزات الأخيرة التي أطلقتها جوجل في الوقت الذي تواجه فيه الشركة منافسة متزايدة في سوق البحث، حيث تمتلك أكثر من 90% من حصة السوق العالمية.
ويحقق المنافسون مثل OpenAI تقدمًا كبيرًا من خلال ميزاتهم المبتكرة، مثل SearchGPT، الذي يتيح للمستخدمين طرح الأسئلة على روبوت الدردشة للبحث عبر الإنترنت.
بعد جولة تمويلية بقيمة 6.6 مليار دولار، ارتفعت قيمة OpenAI إلى 157 مليار دولار، مما يعكس نفوذها المتزايد في صناعة التكنولوجيا.
مع استمرار جوجل في تعزيز قدرات البحث الخاصة بها من خلال دمج الذكاء الاصطناعي، فإنها تهدف إلى الحفاظ على هيمنتها في مجال استرجاع المعلومات عبر الإنترنت المتطور باستمرار.