سنغافورة وماليزيا تحققان في عملية احتيال مرتبطة بخوادم أمريكية وشرائح إنفيديا
وتعمق السلطات في سنغافورة وماليزيا تحقيقاتها في قضية احتيال كبرى تتعلق بتوريد خوادم كمبيوتر أمريكية الصنع، والتي قد تحتوي على شرائح إنفيديا عالية الأداء، إلى شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek.
وتشكل هذه الرقائق، التي تخضع لضوابط تصدير صارمة من جانب الولايات المتحدة، محور مخاوف متزايدة من احتمال تحويلها إلى الصين من خلال معاملات مشبوهة في جنوب شرق آسيا.
كشف معاملات احتيالية للخوادم
كشف ممثلو الادعاء في سنغافورة عن عملية احتيال كبيرة جارية، حيث تم توجيه الاتهام إلى ثلاثة رجال بتهمة تقديم معلومات كاذبة حول المكان الذي ستذهب إليه خوادم من شركتي Dell وSuper Micro.
وكانت الخوادم، التي تقدر قيمتها بنحو 390 مليون دولار، مخصصة للاستخدام في ماليزيا، لكنها ربما كانت تحتوي على شرائح من شركة إنفيديا كان من المحتمل أن تكون مخصصة لشركة ديب سيك.
وتتركز التحقيقات على ما إذا كان تم إعادة توجيه الخوادم للتحايل على ضوابط التصدير الأمريكية.
ويواجه المواطن الصيني لي مينغ اتهامات تتعلق بالاحتيال والوصول غير المصرح به إلى حسابات الشركات.
وأكد محاميه ويندل وونغ أنه لن يطعن في مبلغ الكفالة المحدد بمليون دولار.
في هذه الأثناء، يواجه المشتبه بهما السنغافوريان آرون وون وآلان وي، وكلاهما متورط في شركة تكنولوجيا محلية تدعى Aperia Cloud Services، اتهامات مماثلة، وقد عُرضت عليهما مبالغ كفالة قدرها 600 ألف دولار و800 ألف دولار على التوالي.
العلاقة بين DeepSeek والتحقيقات الأمريكية
أطلقت شركة DeepSeek، وهي شركة صينية ناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، منصتها للذكاء الاصطناعي في يناير 2025، والتي حظيت باهتمام عالمي من خلال استخدامها لشرائح Nvidia المتقدمة.
وقد أثار هذا الأمر قلقا في الولايات المتحدة، حيث تم فرض ضوابط التصدير على أشباه الموصلات عالية الأداء للذكاء الاصطناعي لمنع مثل هذه التكنولوجيا من الوقوع في أيدي الشركات المرتبطة بالقطاعين العسكري والمراقبة في الصين.
وتقوم السلطات الأمريكية حاليا بالتحقيق فيما إذا كانت شركة DeepSeek قد نجحت في الحصول على هذه الرقائق من خلال قنوات غير قانونية.
حتى الآن، لم تؤكد شركة Nvidia ما إذا كانت شركة DeepSeek قد حصلت على أي رقائق خاضعة لرقابة التصدير من سنغافورة، ولكن الاتصال المحتمل لا يزال قيد التدقيق.
أنشطة التصدير المشبوهة عبر الحدود
وقال وزير الشؤون الداخلية والقانون في سنغافورة ك. شانموغام، إنه في حين أن الخوادم ربما تحتوي على شرائح من إنتاج شركة إنفيديا، فإنه لم يتم التأكد بعد ما إذا كانت هذه هي النماذج المتقدمة التي تخضع لقيود التصدير.
وزير الداخلية والقانون ك. شانموغام
وتتعلق القضية بإرسال الخوادم من شركات أمريكية إلى شركات مقرها سنغافورة قبل تصديرها إلى ماليزيا، متجاوزة الرقابة التنظيمية.
وقد يكون تم توجيه الخوادم إلى وجهات أخرى، بما في ذلك الصين، مما يثير المزيد من الشكوك.
وكشف ممثلو الادعاء أن حجم المعاملات الاحتيالية هائل، حيث يزعم أن وي ووون حصلا على مكاسب مالية كبيرة، بما في ذلك أرباح ومكافآت تصل إلى ملايين الدولارات.
وتواصل السلطات التحقيق فيما إذا كان هناك موردين أو أفراد آخرين متورطين في أنشطة احتيالية مماثلة.
تحقيق أوسع في التمثيل الكاذب
وتشكل قضية الاحتيال جزءًا من تحقيق أوسع نطاقًا تجريه شرطة سنغافورة، والتي حددت بالفعل 22 فردًا وشركة يشتبه في قيامهم بتقديم بيانات كاذبة في المعاملات التجارية.
وقد تم بالفعل اعتقال ستة أشخاص، ومن المتوقع اعتقال المزيد من الأشخاص مع استمرار التحقيق.
وتبحث السلطات السنغافورية في مدى الادعاءات الكاذبة التي قدمها المشتبه بهم بشأن الوجهات النهائية للخوادم.
تم اتهام لي مينغ، أحد المشتبه بهم الرئيسيين، بتقديم ادعاءات كاذبة حول المستخدم النهائي للخوادم.
ويُزعم أنه قدّم معلومات خاطئة عن المتلقي المقصود على أنه شركة يسيطر عليها، تُدعى Luxuriate Your Life، قبل الوصول إلى حساب شركة OCBC دون إذن.
تم إرسال الخوادم لاحقًا إلى ماليزيا في ظل ظروف مشبوهة.
النيابة العامة ترفض طلبات الكفالة المخفضة
خلال جلسات المحكمة في 13 مارس/آذار، طلب محامو المتهمين مبالغ أقل للإفراج عنهم بكفالة، بحجة أن موكليهم لديهم علاقات محلية قوية.
المحاكم الحكومية في سنغافورة
لكن النيابة العامة ردت بقوة، مؤكدة على خطورة التهم وطبيعة التحقيق المستمر.
وتعتبر المبالغ المعنية كبيرة، إذ يُعتقد أن إجماليها يبلغ نحو 250 مليون دولار لأنشطة وي وون و140 مليون دولار لأنشطة لي.
وفي حين لا تزال التحقيقات جارية، فإن تورط ماليزيا في هذه القضية يخضع لمراقبة دقيقة.
وتبحث السلطات ما إذا كان قد تم انتهاك القوانين الماليزية في تصدير الخوادم وما إذا كان هناك أي إجراءات أخرى يجب اتخاذها فيما يتعلق بالوجهة الحقيقية للخوادم.
ومن المقرر أن يعود الرجال الثلاثة إلى المحكمة في 2 مايو/أيار 2025.
ويواصل التحقيق فحص المدى الكامل للاحتيال وتداعياته على التجارة العالمية وصناعة التكنولوجيا، مع التركيز بشكل خاص على دور شرائح إنفيديا في دعم طموحات الذكاء الاصطناعي في الصين.