تكافح كوريا الجنوبية للتعامل مع كارثة حرائق الغابات حيث تستمر النيران المستعرة في تدمير المنطقة الجنوبية الشرقية، وتغذيها الرياح الجافة المستمرة وارتفاع درجات الحرارة.

أعلن المسؤولون عن ثلاث مقاطعات أخرى "مناطق كوارث خاصة"، وهو ما يسلط الضوء على خطورة ما أصبح الآن أحد أسوأ اندلاع حرائق الغابات في التاريخ الحديث.

دمار غير مسبوق وخسائر بشرية

وأتت الحرائق، التي بدأت في 21 مارس/آذار، على أكثر من 14694 هكتارًا - وهي مساحة تعادل 20 ألف ملعب كرة قدم - وأودت بحياة أربعة أشخاص.

نزح الآلاف، ويروي السكان خسائرهم الفادحة. شارك مزارع في مقاطعة سانشيونغ كيف تحولت ذكريات عقود من الزمن إلى رماد.

"صور أطفالي من سنوات صغرهم - كلها اختفت."

وفي مقاطعة أويسونغ، دُمر معبد قديم، وأُجبرت الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية على الإغلاق، بينما غطى الدخان الكثيف المنطقة.

يحذر خبراء الأرصاد الجوية من تفاقم الأزمة بسبب الظروف الجوية القاسية المرتبطة بتغير المناخ. وتُعد الفترة من مارس إلى مايو الأكثر جفافًا في كوريا الجنوبية، مما يُهيئ بيئةً مُلتهبةً لحرائق الغابات.

وقد لعب الإهمال البشري دوراً في تفاقم هذه المشكلة؛ إذ ورد أن أحد الحرائق بدأ عندما تسبب أحد الأفراد الذي كان ينظف قبراً لأحد الأجداد في إشعال النار عن طريق الخطأ.

جهود الاستجابة الضخمة تكافح ضد الطبيعة

تم نشر أكثر من 9000 فرد و120 طائرة هليكوبتر لمكافحة الحرائق، إلا أن السيطرة عليها لا تزال بعيدة المنال بسبب الرياح القوية وضعف الرؤية. وقد أصدرت الحكومة أعلى مستوى من التحذيرات من الحرائق في عدة مقاطعات.

ورغم هذه الجهود، انخفضت معدلات احتواء الحريق في أويسونج من 60% إلى 55% بين عشية وضحاها، وهو ما يسلط الضوء على المعركة الشاقة التي يواجهها رجال الإطفاء.

إضافةً إلى المعاناة الإقليمية، تُكافح اليابان أيضًا حرائق غابات. ففي مدينة إيماباري، التهمت النيران أكثر من 250 هكتارًا ودمرت العديد من المباني. وفي وقت سابق من هذا الشهر، شهدت اليابان أشد حرائق غابات تشهدها منذ عقود، إذ التهمت نصف مساحة مانهاتن وأودت بحياة الكثيرين.