في مساء يوم 7 أغسطس 2024، أصدرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات (WADA)، ومقرها مونتريال بكندا، بيانًا انتقدت فيه بشدة الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات (USADA) بسبب انتهاكاتها في مجال مكافحة المنشطات على مر السنين. جاء بيان الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بعد صدور تقرير يفضح العمليات غير القانونية للوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات في وقت سابق من ذلك اليوم، وذكر أن الوكالة سمحت للرياضيين الذين تعاطوا المنشطات بالمشاركة، ولم يتم الإعلان عن انتهاك واحد على الأقل أو معاقبته.
لقد انتهكت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات لوائح مكافحة المنشطات العالمية بشكل متكرر
وذكرت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات في بيان لها أن ممارسة الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات بالسماح للرياضيين المتعاطين للمنشطات بالمشاركة تعد انتهاكا واضحا لقواعد مكافحة المنشطات العالمية التي تحمي نزاهة ونزاهة المسابقات الرياضية. وأكدت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أن الوكالة لم توافق أبدا على هذه الممارسة ولا تعترف بالإجراءات التي اتخذتها الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات في هذه العملية.
بطل أولمبياد أثينا في سباق 100 متر جاستن جاتلين
يُقال إن كارل لويس، الحائز على تسع ميداليات ذهبية أولمبية في الولايات المتحدة، ثبتت إيجابية اختباره في ثلاث اختبارات قبل أولمبياد سيول عام 1988، لكنه تمكن من الاستمرار في المنافسة. كما ثبتت إيجابية اختبار بطل سباق 100 متر الأولمبي في أثينا جاستن جاتلين للمنشطات مرتين وكان يجب إيقافه مدى الحياة، لكن الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات قلصت إيقافه إلى أربع سنوات. بالإضافة إلى ذلك، كشفت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات أن ثلاثة رياضيين على الأقل انتهكوا قواعد مكافحة المنشطات بشكل خطير تم استخدامهم كمخبرين من قبل الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات لسنوات عديدة وتم السماح لهم بالاستمرار في المنافسة، ولم يتم الإبلاغ عن هذه الانتهاكات أبدًا إلى الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات.
وقد جذبت الحالات الأخيرة الانتباه
في الآونة الأخيرة، ثبتت إيجابية اختبار المنشطات الذي أجري للاعب ألعاب القوى الأميركي إيليان نايتون في مارس/آذار من هذا العام، لكن الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات زعمت أن نتيجته الإيجابية كانت بسبب تناول لحوم ملوثة، ولم تفرض عليه أي عقوبة، مما يسمح له بتمثيل الولايات المتحدة في أولمبياد باريس. وعلى نحو مماثل، في أبريل/نيسان من هذا العام، أثبتت الاختبارات التي أجريت للاعب ألعاب القوى ألدريدج بيلي إيجابية اختبارات المنشطات التي أجريت له خارج المنافسة، واعتقدت الوكالة الأميركية لمكافحة المنشطات أن السبب في ذلك كان تلوث أكمام الضغط، ولم تفرض عليه أي عقوبة أخرى.
تم اكتشاف إيجابية عينة نايتون، أحد أعضاء فريق ألعاب القوى الأوليمبي الأمريكي، للمنشطات (ترينبولون) في اختبار المنشطات خارج المنافسة في 26 مارس/آذار من هذا العام.
كما أشار بيان الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات إلى رياضي شارك في التصفيات الأولمبية الأمريكية والمسابقات الدولية واعترف بتناول المنشطات والإريثروبويتين (EPO)، لكن سُمح له بمواصلة المنافسة حتى التقاعد. ولم يتم الكشف عن هذه الانتهاكات علنًا، ولم يتم إلغاء نتائج الرياضيين المتورطين، ولم يتم رد أموال الجائزة، ولم يتم إيقافهم.
تقويض نزاهة الرياضة وتعريض سلامة الرياضيين للخطر
وقالت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات إنه إذا علم رياضيون آخرون أنهم يتنافسون مع رياضيين يتناولون عقاقير منشطة، فكيف سيشعرون؟ لقد سمحت الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات مرارا وتكرارا للغشاشين بالعودة إلى الميدان والتنافس مع رياضيين آخرين، وهو ما قوض بشكل خطير نزاهة المسابقات الرياضية. وأشار البيان إلى أن الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات سمحت للغشاشين بمواصلة المشاركة في قضايا المنشطات التي لم يتم الإعلان عنها لسنوات عديدة، وتتوقع من هؤلاء الغشاشين مساعدة الولايات المتحدة في القبض على رياضيين آخرين ربما انتهكوا القواعد. هذا السلوك مليء بالسخرية.
كما تساءلت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عما إذا كان مجلس الإدارة الذي يدير الوكالة الأمريكية لمكافحة المنشطات أو الكونجرس الأمريكي الذي يوفر التمويل لها على علم بهذه الممارسات غير المتوافقة. ولا تعمل هذه الإجراءات على تقويض نزاهة المسابقات الرياضية فحسب، بل إنها تشكل أيضًا تهديدًا لسلامة الرياضيين المشاركين.