مؤسسة جيتس تنشئ مكتبًا في سنغافورة لتعزيز تأثير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية في جنوب شرق آسيا
من المقرر أن تصبح سنغافورة مركزًا إقليميًا رئيسيًا لواحدة من أكبر المنظمات الخيرية في العالم، حيث تستعد مؤسسة جيتس لافتتاح مكتب جديد في الدولة المدينة لدعم الابتكارات في مجالات الصحة والتنمية والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا.
وجاء هذا الإعلان مباشرة من جانب بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، خلال جلسة نقاشية في قمة آسيا للعمل الخيري 2025، حيث شارك المنصة مع رئيس سنغافورة ثارمان شانموغاراتنام.
وسيكون هذا المكتب هو المكتب الثاني عشر لمؤسسة جيتس على مستوى العالم والأول لها في جنوب شرق آسيا.
يقع المقر الرئيسي للمؤسسة في سياتل، كما تدير مكتبًا ثانيًا في واشنطن العاصمة، وتدير تسعة مكاتب أخرى في مناطق رئيسية بما في ذلك المملكة المتحدة والهند والصين وإثيوبيا وألمانيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا والسنغال وكينيا.
ومن خلال حضورها الجديد في سنغافورة، تعمل المؤسسة على توسيع نطاقها الإقليمي بشكل استراتيجي، ودعم أهدافها الشاملة المتمثلة في تعزيز التقدم الصحي العالمي وأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
لماذا تتوسع مؤسسة جيتس في جنوب شرق آسيا؟
وتعكس هذه الخطوة التركيز المتزايد على إمكانات الابتكار في آسيا، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية.
وقال هاري مينون، مدير المؤسسة لمنطقة جنوب وجنوب شرق آسيا، إن القرار يعتمد على نقاط القوة التي تتمتع بها سنغافورة.
وقال مينون،
"إن ريادة سنغافورة في مجال الابتكار والعمل الخيري تجعلها مركزًا مثاليًا للمساعدة في توسيع نطاق الحلول التي تعمل على تحسين الحياة في جميع أنحاء المنطقة وخارجها."
ومن المتوقع أن يتيح المكتب الجديد، بدعم من مجلس التنمية الاقتصادية في سنغافورة، تعاونًا أعمق مع المؤسسات المحلية والإقليمية.
وسوف يعمل المركز أيضًا كقاعدة للتواصل مع العلماء والباحثين والشركاء الخيريين الذين يعملون على مبادرات في مجال الطاقة النظيفة وتطوير اللقاحات والنمو الاقتصادي الشامل.
يشير الدعم رفيع المستوى إلى تعاون قوي
ورحب كبار القادة الحكوميين بحضور المؤسسة في سنغافورة، مما يشير إلى أهمية الشراكة على أعلى المستويات.
وفي الخامس من مايو/أيار، التقى رئيس الوزراء لورانس وونغ مع جيتس، ثم أعلن في وقت لاحق على فيسبوك أنهما ناقشا "مجموعة من القضايا الحرجة، من حلول الطاقة النظيفة إلى تطوير اللقاحات".
وأضاف أن سنغافورة تتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع المؤسسة "لتعزيز الابتكار وتحسين الحياة - هنا في آسيا وحول العالم".
كما التقى الوزير الأول لي هسين لونج مع جيتس في اليوم نفسه، وسلط الضوء على المحادثات الجارية التي تضم منظمات محلية بما في ذلك صندوق تيمسيك وجامعات سنغافورة.
وفي منشور له على فيسبوك، أشار لي إلى أن سنغافورة ترحب بالجهود التي تبذلها مؤسسة جيتس "لجلب أعمالها ومصالحها إلى هنا... وتعميق علاقاتنا مع المنطقة".
ما هو الدور الذي سيلعبه الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية في هذه الشراكة؟
وأشار جيرمين لوي، المدير الإداري لمجلس التنمية الاقتصادية، إلى النظام البيئي في سنغافورة باعتباره منصة لإطلاق الابتكار.
وقال لوي،
"إن الموقع الاستراتيجي لسنغافورة ونظامها البيئي البحثي يجعلانها منصة قوية لتطوير ابتكارات الرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية والذكاء الاصطناعي التي يمكن أن تحقق تأثيرًا ملموسًا في جميع أنحاء المنطقة والعالم."
ولن يعمل المكتب كقاعدة تشغيلية فحسب، بل سيكون بمثابة بوابة لمؤسسة جيتس لاستكشاف مناهج جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية تتوافق مع مهمتها - تحسين الحياة وتعزيز النمو الشامل.
لا تزال القدرة المالية للمؤسسة قوية
مع احتياطي قدره 75.2 مليار دولار أمريكي اعتبارًا من نهاية عام 2023، تظل مؤسسة جيتس واحدة من الكيانات الخيرية الأكثر تمويلًا في العالم.
وقد التزمت بتوزيع 9 مليارات دولار أميركي سنويا بحلول عام 2026، بميزانية تشغيلية لعام 2025 تبلغ 8.74 مليار دولار أميركي.
ويشير الحضور الجديد في سنغافورة إلى الكيفية التي سيتم بها توجيه بعض هذه الموارد إلى آسيا من خلال شراكات الابتكار ومبادرات التنمية.
وفي حين لم تكشف المؤسسة بعد عن خطط تفصيلية لهيكل المكتب، فقد أكدت أن وجودها في سنغافورة سيعزز التعاون عبر الحدود ويسرع التقدم الإقليمي في الصحة والتكنولوجيا والتنمية.