يعتقد أغلب خبراء الاقتصاد أن السياسات الاقتصادية التي ينتهجها دونالد ترامب من شأنها أن تؤدي إلى زيادة التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، وعجز أكبر مقارنة بتلك التي اقترحتها كامالا هاريس. ويأتي هذا الاستنتاج من استطلاع أجرته صحيفة وول ستريت جورنال في الفترة من 4 إلى 8 أكتوبر/تشرين الأول، وهو ما يعكس نتائج مماثلة لتلك التي توصلت إليها في يوليو/تموز.
ويبدو أن الفجوة في التأثير الاقتصادي تتسع مع طرح كل من المرشحين لسياسات جديدة. إذ تشمل مقترحات هاريس اعتمادات مالية جديدة للمواليد الجدد وشراء المساكن، في حين يهدف ترامب إلى خفض الضرائب على أجور العمل الإضافي، والضمان الاجتماعي، وقروض السيارات، والضرائب على مستوى الولايات والمحليات.
خبراء اقتصاديون يحذرون من تسارع التضخم في ظل سياسات ترامب وسط التعريفات التجارية
في الاستطلاع الأخير، توقع 68% من خبراء الاقتصاد أن تؤدي سياسات ترامب إلى تسريع التضخم، وهي زيادة عن 56% في يوليو/تموز. وعلى العكس من ذلك، اعتقد 12% فقط أن التضخم سيرتفع تحت قيادة هاريس.
وقد لاحظ دان هاملتون، الخبير الاقتصادي من جامعة كاليفورنيا اللوثرية، تحولاً في وجهة نظره. وعزا هذا التغيير إلى موقف ترامب التجاري المتصاعد، والذي يشمل الآن تعريفات جمركية تتراوح بين 10% و20% على جميع الواردات، إلى جانب تعريفات جمركية كبيرة بنسبة 60% على السلع الصينية. ويدرك خبراء الاقتصاد أن مثل هذه التعريفات لا تؤثر فقط على المصدرين الأجانب، بل تنتقل إلى المستهلكين الأميركيين من خلال زيادة الأسعار.
وحذر فيليب ماري، أحد كبار الاستراتيجيين في "رابوبنك"، من أن المستهلكين قد يواجهون أعباء مالية غير متوقعة بسبب هذه السياسات.
من المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب الضريبية إلى تفاقم العجز الفيدرالي وزيادة أسعار الفائدة
ومن المتوقع أن تؤدي سياسات ترامب الضريبية، التي تشمل إلغاء الضرائب على دخل الضمان الاجتماعي وخفض الضرائب على الأميركيين في الخارج، إلى تفاقم العجز الفيدرالي. وتشير تقديرات لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة إلى أن هذه السياسات قد تضيف ما يقرب من 7.5 تريليون دولار إلى العجز الفيدرالي على مدى العقد المقبل، وهو ما يزيد على ضعف تأثير مقترحات هاريس.
وكشف الاستطلاع أن 65% من خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تؤدي سياسات ترامب إلى زيادة عجز الموازنة. ومن المرجح أن يؤدي ارتفاع معدلات الاقتراض نتيجة لهذه الخطط إلى زيادة أسعار الفائدة، حيث اتفق 61% من خبراء الاقتصاد على أن أسعار الفائدة سوف تكون أعلى في عهد ترامب، وهو ما يؤثر سلبا على القروض والرهن العقاري وديون بطاقات الائتمان.
عند تقييم آثار التعريفات الجمركية التي اقترحها ترامب على وظائف التصنيع المحلية، أشار 59% من خبراء الاقتصاد إلى أن التوظيف قد ينخفض على مدى السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة، في حين توقع 16% فقط زيادة.
هاريس يدعو إلى برامج اجتماعية مستهدفة وسط نقاش حول النمو الاقتصادي
ورغم أن كامالا هاريس لا تضع نفسها في موقف المحافظين الماليين، فإن مقترحاتها أقل تطرفا مقارنة بمقترحات ترامب. ومن المتوقع أن يكون تركيزها على البرامج الاجتماعية المستهدفة، مثل ائتمانات شراء المساكن والمساعدة للأسر، أقل عبئا ماليا من التخفيضات الضريبية والتعريفات الجمركية الواسعة النطاق التي اقترحها ترامب.
تختلف الآراء حول النمو الاقتصادي بين خبراء الاقتصاد؛ إذ يتوقع 45% نموًا أسرع في عهد هاريس، بينما يفضل 37% نهج ترامب.
وبشكل عام، يُنظر إلى سياسات ترامب على أنها تشكل خطرا على الاستقرار المالي في الأمد البعيد، وقد تؤدي إلى تعزيز اقتصادي مؤقت على حساب ارتفاع التضخم والعجز.
خبراء الاقتصاد يظهرون تفاؤلا متزايدا مع تحسن التوقعات الاقتصادية
ورغم هذه المخاوف، أفاد خبراء الاقتصاد بزيادة التفاؤل بشأن الاقتصاد الأميركي منذ آخر استطلاع. ومن المتوقع الآن أن يبلغ نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من عام 2024 نحو 2.2%، ارتفاعا من 1.7%.
ومن المتوقع أيضا أن ينخفض التضخم، مع توقعات ببلوغه 2.5% بحلول نهاية العام، انخفاضا من تقديرات سابقة بلغت 2.8%. ومن المتوقع أن تظل معدلات البطالة ثابتة عند 4.2%، كما انخفضت توقعات الركود، حيث يتوقع 26% فقط من خبراء الاقتصاد حدوث تباطؤ اقتصادي خلال العام المقبل.
كما تحسن تقييم أداء رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث منحه 45% من خبراء الاقتصاد درجة "أ"، وهي زيادة كبيرة مقارنة بـ 20% قبل عام.