جوجل تزيل القيود المفروضة على أسلحة الذكاء الاصطناعي والمراقبة
قامت شركة جوجل مؤخرا بتحديث مبادئها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، تاركة وراءها وعودا سابقة بعدم استخدام التكنولوجيا لأغراض عسكرية أو مراقبة.
وتتركز المبادئ التوجيهية المنقحة للشركة الآن على الاعتقاد بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يدعم الأمن القومي ويعزز النمو العالمي.
وتأتي هذه المراجعة، التي تزيل الالتزامات السابقة التي قطعها الرئيس التنفيذي سوندار بيتشاي في عام 2018، بعد أسابيع فقط من حضور قادة التكنولوجيا، بما في ذلك بيتشاي، حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
التخلي عن تعهدات الذكاء الاصطناعي الأصلية
في عام 2018، تعهدت جوجل بجرأة بالامتناع عن استخدام الذكاء الاصطناعي لأغراض ضارة، مثل تطوير الأسلحة أو تسهيل المراقبة التي تنتهك المعايير الدولية.
ولكن هذه الوعود تم حذفها الآن من أحدث مجموعة من مبادئ الذكاء الاصطناعي.
وأشار متحدث باسم جوجل إلىمنشور مدونة تمت فيه مشاركة الإرشادات المحدثة ولكن القيود السابقة على الأسلحة والمراقبة كانت غائبة بشكل ملحوظ.
وجاء في بيان الشركة الآن:
"نحن نؤمن بأن الديمقراطيات يجب أن تكون رائدة في تطوير الذكاء الاصطناعي، مسترشدة بالقيم الأساسية مثل الحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان".
الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية للتعاون العالمي
وتؤكد المبادئ الجديدة على أهمية التعاون بين الشركات والحكومات والمنظمات التي تتقاسم القيم الديمقراطية المماثلة.
ويؤكد الموقف المنقح أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون قوة من أجل الخير، ويساهم في حماية الناس، ودعم التنمية الاقتصادية العالمية، وتعزيز الأمن القومي.
ويرى كبار قادة جوجل، ديميس هاسابيس من شركة DeepMind، وجيمس مانيكا، أن هذه المبادئ حاسمة مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتكامله في الحياة اليومية لمليارات الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
التحولات الجيوسياسية وتقدم الذكاء الاصطناعي
كان الموقف الأصلي للشركة ضد استخدام الذكاء الاصطناعي في التطبيقات العسكرية نابعًا من مخاوف الموظفين بشأن تورط جوجل في مشروع البنتاغون الذي سعى إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة الأسلحة.
ردًا على الاحتجاجات الداخلية، أنهت شركة جوجل عقدها الخاص بمشروع Maven.
والآن، تتكيف الشركة مع المشهد الجيوسياسي المعقد بشكل متزايد، حيث تلعب الذكاء الاصطناعي دورًا حاسمًا في الأمن القومي.
هاسابيس ومانييكا صرحوا في مدونتهم :
"نحن نؤمن بأن الشركات والحكومات والمنظمات التي تتقاسم هذه القيم يجب أن تعمل معًا لإنشاء الذكاء الاصطناعي الذي يحمي الناس، ويعزز النمو العالمي، ويدعم الأمن الوطني".
استثمار ضخم من جوجل في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي
ورغم هذا التغيير في المبادئ، تعمل جوجل على تكثيف استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.
الشركة لديهاخصصت 75 مليار دولار لمشاريع الذكاء الاصطناعي في عام 2025 ، بزيادة قدرها 29% عن العام السابق.
وسوف يذهب هذا الاستثمار نحو تعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والبحوث، وتطوير التطبيقات، بما في ذلك ميزات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي في Google Gemini.
وكشف التقرير المالي للشركة عن ارتفاع الإيرادات بنسبة 10%، مع كون الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من استراتيجية النمو المستقبلية.
شركة في مرحلة انتقالية
يُظهر هذا التغيير في سياسة الذكاء الاصطناعي كيف يتطور نهج جوجل، مما يسلط الضوء على الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في الأعمال والشؤون العالمية.
وتعرضت الشركة العملاقة للتكنولوجيا في السابق لانتقادات من قبل الموظفين بسبب تورطها في مشاريع عسكرية، وكذلك لاعتمادها نهجًا أكثر مؤسسيًا بعد تغيير علامتها التجارية إلى Alphabet في عام 2015.
تم استبدال شعار الشركة، الذي كان في السابق "لا تكن شريرًا"، بشعار "افعل الشيء الصحيح" بعد إعادة الهيكلة.
وعلى الرغم من المقاومة من جانب الموظفين، وخاصة في عام 2018 عندما انسحبت جوجل من مشروع مافن، فإن استراتيجية الذكاء الاصطناعي الجديدة للشركة تشير إلى وجهة نظر أكثر واقعية لإمكانات التكنولوجيا، وخاصة في سياق المنافسة العالمية على قيادة الذكاء الاصطناعي.
إن غياب الحظر السابق على الأسلحة والمراقبة يشير إلى مرحلة جديدة في تطوير الذكاء الاصطناعي لدى جوجل، وهو ما قد يؤدي إلى تغييرات كبيرة في الطريقة التي تتعامل بها الشركة مع الحكومات والجيش.