تل أبيب، إسرائيل - رداً على هجوم حماس الأخير على إسرائيل، قدمت قوات الدفاع الإسرائيلية نظام استهداف قائم على الذكاء الاصطناعي يسمى "الأناجيل". يعمل النظام منذ الهجوم المفاجئ في 7 أكتوبر، ويقوم بمعالجة المعلومات الاستخبارية في الوقت الفعلي لاقتراح الأهداف، والتي تتم مراجعتها لاحقًا من قبل المحللين البشريين.
تعزيز إمكانية الوصول والدقة
ويهدف جيش الدفاع الإسرائيلي إلى تعزيز إمكانية الوصول إلى المعلومات الاستخباراتية والاشتباك الفوري مع الأهداف بمساعدة الذكاء الاصطناعي عبر مستويات الألوية والفرقة. ويسعى النظام، الذي يدعم وحدات استخبارات مختلفة بما في ذلك المخابرات الجوية الإسرائيلية والمخابرات البحرية، إلى ضمان شن هجمات دقيقة على البنية التحتية التابعة لحماس مع تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين غير المشاركين.
"نحن لا نتردد في تعريف العدو، واستهداف نشطاء حماس أينما اختبأوا". صرح بذلك متحدث باسم الجيش الإسرائيلي.
تطبيقات مثيرة للجدل
وعلى الرغم من تأكيد الجيش الإسرائيلي على تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين، تشير التقارير الواردة من صحيفة الغارديان إلى أن هذا النظام قد تم استخدامه للتوصية باستهداف المنازل الخاصة للأفراد المشتبه في كونهم نشطاء في حماس أو الجهاد الإسلامي. وبحسب ما ورد يحتفظ جيش الدفاع الإسرائيلي بقاعدة بيانات تضم أكثر من 30.000 من المسلحين المشتبه بهم.
تحديد الهدف بشكل غير مسبوق
ويدعي الجيش الإسرائيلي أن النظام الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قد حدد 15000 هدف محتمل في غزة وآلاف الأهداف الإرهابية المشتبه بها منذ بدء الصراع مع حماس. ومن المحتمل أن يضاعف هذا العدد الأهداف التي تم ضربها خلال صراع عام 2014، والتي تراوحت بين 5000 و6000.
الاتجاهات العالمية في الذكاء الاصطناعي العسكري
لقد دفع الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي الجيوش العالمية إلى استكشاف تطبيقاته في ساحة المعركة. على سبيل المثال، تستخدم حكومة الولايات المتحدة الذكاء الاصطناعي لمراقبة المجال الجوي. في نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت الحكومة الأمريكية عن جهودها الرامية إلى وضع معايير عالمية للاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي والأنظمة المستقلة في العمليات العسكرية.
"لقد كانت الولايات المتحدة رائدة عالميًا في الاستخدام العسكري المسؤول للذكاء الاصطناعي". صرحت بذلك ساشا بيكر، وكيلة وزارة الدفاع لشؤون السياسة.
الذكاء الاصطناعي في التدريبات العسكرية الدولية
في وقت سابق من هذا العام، أجرت شركة Kratos Defense تدريبات مشتركة مع الجيش الأمريكي لاختبار طائرة XQ-58A Valkyrie التي تعمل بالذكاء الاصطناعي. تمثل هذه الطائرة بدون طيار التجريبية، التي تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي التي طورتها شركة Shield AI، مثالاً على التكامل المتزايد للذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية على مستوى العالم.
وفي حين أثبت الذكاء الاصطناعي أهميته في التطبيقات العسكرية، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن استخدامه الأخلاقي. ويظل التوازن بين التقدم التكنولوجي والاعتبارات الإنسانية موضوعا للنقاش المستمر.