تبرز فيتنام كقوة سياحية رائدة في جنوب شرق آسيا، متفوقةً على جيرانها في التعافي والنمو. وبينما لا تزال تايلاند وجهةً سياحيةً رئيسية، مدعومةً بدورها الرائد في الموسم الثالث من مسلسل "اللوتس الأبيض"، فقد تجاوزت فيتنام سنغافورة بهدوء لتصبح ثالث أكثر الدول زيارةً في جنوب شرق آسيا، مع 17.5 مليون وافد دولي في عام 2024.
تأتي فيتنام بعد ماليزيا، التي استقبلت 25 مليون زائر، وتايلاند، التي تتصدر القائمة بـ 35 مليون زائر. ورغم احتلالها المركز الثالث من حيث عدد الزوار الوافدين إلى البلاد، فقد تفوقت فيتنام على جميع دول جنوب شرق آسيا من حيث وتيرة تعافيها بعد جائحة كوفيد-19.
منذ بدء الجائحة، استعادت فيتنام 98% من أعمالها، في حين لم تسترد الدول المجاورة مثل تايلاند وسنغافورة سوى 87.5% و86% من أعمالها المحلية على التوالي.
قد ينبع تزايد جاذبية فيتنام للسياح من عدة عوامل. أولها وأهمها سهولة الوصول. في عام ٢٠٢١، أطلقت فيتنام والولايات المتحدة أول رحلة مباشرة على متن الخطوط الجوية الفيتنامية، من سان فرانسيسكو إلى مدينة هو تشي منه.
بعد عامين، أصدرت فيتنام أيضًا سياساتها الجديدة للتأشيرات الإلكترونية، مما سهّل إجراءات دخول السياح ومدّد صلاحية التأشيرة إلى 90 يومًا بدلاً من 30 يومًا سابقًا. كما سمحت فيتنام أيضًا بالإقامة بدون تأشيرة لأكثر من اثنتي عشرة دولة، منها فرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا وكوريا الجنوبية وإسبانيا، بالإضافة إلى دول أخرى أُضيفت إلى القائمة.
العامل الثاني الذي يُسهم في ازدهار السياحة في فيتنام هو توسع علامات الضيافة الفاخرة، مثل فنادق ريجنت فو كوك، وكابيلا هانوي، وفندق وأجنحة جيه ماريوت سايغون التي تم افتتاحها مؤخرًا. كما سلّط دليل ميشلان الضوء على مشهد الطهي في فيتنام في عام 2024، مما جذب المسافرين ذوي الإنفاق العالي الباحثين عن تجارب فريدة.
كل هذه العوامل تجعل فيتنام أكثر جاذبية للمسافرين الفاخرين الذين سبق لهم زيارة جزيرة كوه ساموي وفوكيت في تايلاند، أو الذين يبحثون عن بديل غير مزدحم وغير تقليدي لليابان وسنغافورة.
يزعم مايك نجوين، مؤسس شركة Ansova Travel للسفر الفاخر ومقرها مدينة هو تشي منه، أن هذه العوامل أدت إلى زيادة الحجز الدولي للشركة بنسبة 25% على أساس سنوي، متجاوزة بذلك أعمالها قبل الجائحة.
ويتوقع أن يشهد عام ٢٠٢٥ زيادة إضافية في الحجوزات بنسبة ٣٠٪، معظمها من الولايات المتحدة. إلا أن العائلات الهندية المرموقة لجأت أيضًا إلى الفنادق الفيتنامية الفاخرة كوجهات مفضلة لاستضافة حفلات زفافها الفاخرة في عام ٢٠٢٤.
لا يوجد ما يشير إلى تباطؤ نمو فيتنام في أي وقت قريب. بحلول نهاية عام ٢٠٢٥، تخطط البلاد لتحقيق رقم قياسي في عدد الزوار يبلغ ٢٣ مليونًا. وبحلول عام ٢٠٢٦، تأمل فيتنام في زيادة قدرتها الاستيعابية إلى ٢٥ مليونًا.
وعلى المدى الطويل، تأمل فيتنام أن تتفوق على ماليزيا في قائمة الدول الأكثر زيارة في جنوب شرق آسيا، مما يجعل تايلاند منافسها الوحيد المتبقي.