اقترح البنك المركزي الروسي للتو تجربة جديدة حيث يمكن فقط للأثرياء تداول العملات المشفرة.

وتنص الخطة على تقديم نظام قانوني تجريبي لمدة ثلاث سنوات، حيث يُسمح للمستثمرين "المؤهلين بشكل خاص" بإجراء معاملات العملات المشفرة، وفقًا لبيان من البنك المركزي.

بموجب الخطة، سيُسمح فقط للأفراد ذوي الثروات الكبيرة، الذين يتجاوز دخلهم السنوي 100 مليون روبل، بالمشاركة في سوق العملات المشفرة. كما سيُسمح لمؤسسات مختارة، مثل البنوك وشركات التأمين وصناديق الاستثمار، بالانضمام إلى التجربة.

وأكد البنك أن المتطلبات التنظيمية ستكون مصممة خصيصًا لمعالجة المخاطر المرتبطة بالأصول الرقمية.

موقف روسيا المتطور تجاه العملات المشفرة

تُمثل هذه الخطوة تحولاً آخر في نهج روسيا تجاه العملات المشفرة. فبينما لا تزال المدفوعات بالعملات المشفرة غير قانونية، أبدت الحكومة انفتاحاً متزايداً على هذه الصناعة، لا سيما منذ أن أدى غزوها لأوكرانيا إلى فرض عقوبات دولية شديدة عليها.

في عام ٢٠٢٢، وقّع الرئيس فلاديمير بوتين قانونًا يحظر استخدام الأصول الرقمية في المدفوعات. لكن البلاد أصبحت منذ ذلك الحين أكثر انفتاحًا على هذه الصناعة، لا سيما بعد الحرب مع أوكرانيا. وبحلول عام ٢٠٢٣، صوّت المشرّعون على تقنين استخدام العملات المشفرة في المعاملات الدولية، وهي خطوة تُعتبر على نطاق واسع محاولةً لتجاوز القيود المالية الغربية.

كرّر بنك روسيا تحذيره من تقلبات سوق العملات المشفرة ومخاطرها، مؤكدًا أنها غير مدعومة من أي جهة قضائية. وتماشيًا مع موقفه، اقترح البنك المركزي حظر معاملات العملات المشفرة بين المقيمين خارج منطقة اليورو، وفرض عقوبات على المخالفين.

روسيا تُشرّع تعدين العملات المشفرة

وقد استخدمت روسيا في السابق العملات المشفرة للتهرب من العقوبات التي فرضتها عليها الولايات المتحدة والدول الأوروبية بعد إدانة روسيا من قبل العديد من الأشخاص لبدء الحرب في أوكرانيا.

كما وقع الرئيس فلاديمير بوتن على مشروع قانونين في العام الماضي، يقضيان بتقنين تعدين العملات المشفرة في البلاد وإقامة نظام تجريبي للتسويات عبر الحدود والتداول في العملات الرقمية.

خلال منتدى عام في العام الماضي، تحدث الرئيس بوتن أيضًا عن كيفية كون البيتكوين جزءًا لا مفر منه من النظام المالي المستقبلي

بيتكوين، من يستطيع حظرها؟ لا أحد، ومن يستطيع منع استخدام أدوات الدفع الإلكترونية الأخرى؟ لا أحد، لأنها تقنيات حديثة.

جاءت تصريحات بوتين في اليوم نفسه الذي تجاوزت فيه عملة بيتكوين حاجز 100 ألف دولار لأول مرة في التاريخ. وبحلول جلسة التداول الأخيرة، كان سعر بيتكوين يحوم حول 83 ألف دولار، بانخفاض قدره 20% عن أعلى مستوى له على الإطلاق عند 109 آلاف دولار.

في حين تظل أحدث تجربة روسية في مجال العملات المشفرة خاضعة لرقابة مشددة، فإنها تشير إلى تحول محتمل في النهج التنظيمي للبلاد - وهو ما قد يعيد تعريف مكانتها في المشهد العالمي للأصول الرقمية.