كيفن سبيسي يعود إلى الإخراج وسط تعاون مثير للجدل
عاد كيفن سبيسي إلى الساحة السينمائية بفيلم "بوابة القوة"، وهو فيلم إثارة خيال علمي يمثل أول عمل إخراجي له منذ فيلم "ما وراء البحر" عام 2004.
تم عرض الفيلم، وهو جزء من ثلاثية مخطط لها بعنوان "Holiguards Saga"، لأول مرة في حفل كبير بمهرجان البندقية السينمائي، ويضم سبيسي إلى جانب دولف لوندغرين، وتيريس جيبسون، وإريك روبرتس.
تدور أحداث القصة حول فصيلين قديمين من المحاربين، هما Holiguards وStatiguards، يتقاتلان سراً من أجل السيطرة على البشرية في عالم المستقبل القريب الذي تشكله قوى خارقة للطبيعة مخفية.
لماذا تُثير عودة سبيسي جدلاً واسعاً؟
وتتزايد الاهتمامات حول عودة سبيسي بسبب تعاونه مع فلاديمير "لادو" أوخوتنيكوف، رجل الأعمال الروسي الذي يواجه اتهامات جنائية أمريكية بسبب دوره في منصة العملات المشفرة فورساج.
فلاديمير "لادو" أوخوتنيكوف
في عام 2023، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات إلى أوخوتنيكوف بإدارة ما وصفته بـ "مخطط بونزي واستثمار هرمي بقيمة 340 مليون دولار" والذي احتال على المستثمرين على مستوى العالم.
ويواجه هو وشركاؤه المؤسسون عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عامًا في حالة إدانتهم.
وقد نفى أوخوتنيكوف باستمرار ارتكاب أي مخالفات، مدعيا في مقطع فيديو على يوتيوب في أغسطس/آب 2022 أن فورسيج لم يكن عملية احتيال لأن "عمليات الاحتيال الحقيقية لا يمكنها أبدًا الفوز بقلوب الناس".
دور أوخوتنيكوف في الفيلم يثير التساؤلات
شارك أوخوتنيكوف في كتابة السيناريو، ويشارك في بطولة الفيلم، ويُنسب إليه الفضل كمنتج من خلال شركته Lado Film، في المقام الأول لتوفير مرافق الاستوديو وما بعد الإنتاج في دبي.
وتشير تقارير فارايتي إلى أن مشاركة أوخوتنيكوف تمثل أول تجربة له في كتابة السيناريو.
مصدر: موقع IMDb
ورغم مشاكله القانونية، قال لصحيفة جيروزاليم بوست إن الفيلم يعكس آرائه الليبرالية ويستكشف التوتر بين الحرية والامتثال.
كما أنه يعمل على تطوير Holiverse، وهي شركة ناشئة في مجال العافية تهدف إلى محاكاة أجسام البشر وربما إطالة أعمارهم من خلال الاختراق البيولوجي المتكامل وعلم الوراثة.
المعارك القانونية والتغطية الإعلامية تُبقيان أوخوتنيكوف في دائرة الضوء
قبل توجيه وزارة العدل الأمريكية اتهامات، رفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى مدنية ضد أوخوتنيكوف ومؤسسي شركة فورسيج في عام 2022.
وتقدم أوخوتنيكوف بطلب رفض القضية، مشيرا إلى أن فورسيج ليس لديه مكاتب أو حسابات مصرفية في الولايات المتحدة وأنه "ليس كيانا تم إنشاؤه بموجب قوانين أي ولاية من ولايات الولايات المتحدة".
وفي رسالة بالبريد الإلكتروني إلى مجلة فارايتي، وصف الاتهامات بأنها "لا أساس لها من الصحة" وانتقد التغطية الإعلامية لمعاملته كمذنب قبل أي حكم قضائي.
ولم يتم تحديد موعد لمحاكمته، وهو لا يزال خارج نطاق القضاء الأميركي، ويقيم في دبي.
سبيسي يعود إلى الأضواء مع طاقم عمل مرصع بالنجوم
لا يقوم سبيسي بالإخراج فحسب، بل يقوم أيضًا بدور البطولة في فيلم "بوابة القوة"، وهو فيلمه الأول بعد سنوات من الغياب في أعقاب اتهامات متعددة بسوء السلوك الجنسي.
تمت تبرئته في محاكمة لندن عام 2023 ودعوى قضائية سابقة في الولايات المتحدة، ومنذ ذلك الحين يعمل على إعادة بناء حياته المهنية من خلال مشاريع مستقلة.
وفي حفل البندقية، تضمن الحدث عرضًا أوبرا وفرقة من الراقصين الجورجيين، مما أكد على النطاق البصري والثقافي الطموح للفيلم.
فيلم يعكس المشاريع السابقة لمبدعه؟
ويشير المراقبون إلى أن الصراع الخارق للطبيعة في الفيلم يشترك في أوجه تشابه موضوعية مع مقاطع الفيديو القصيرة التي قام أوخوتنيكوف بتحميلها سابقًا على قناة فورسيج على يوتيوب.
قناة فورساج على اليوتيوب
ورغم أن هذه المقاطع قد أُزيلت مؤخرًا، إلا أنها تشير إلى استمرارية إبداعية من أعمال أوخوتنيكوف السابقة إلى أول ظهور سينمائي له.
وأكدت مجموعة إليجدي ميديا، المنتج الرئيسي للفيلم، أن أوخوتنيكوف لم يستثمر مالياً في المشروع.
إنتاج بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي بمخاطر عالمية
تبلغ ميزانية الفيلم حوالي 10 ملايين دولار، وهو يمهد الطريق لفصلين آخرين من ملحمة Holiguards.
مع وجود سبيسي على رأس القيادة ومشاركة أوخوتنيكوف التي تثير الجدل، يجمع المشروع بين عودة هوليوود رفيعة المستوى وخلفية مثيرة للجدل مرتبطة بالعملات المشفرة والاحتيال المالي المزعوم.
ومن المقرر عرض المقطع الدعائي للفيلم على نطاق أوسع خلال مهرجان البندقية السينمائي، حيث يقدم نظرة أولى على قصة تتقاطع فيها المعارك الخارقة للطبيعة مع الجدل الواقعي للغاية.