جنود من كوريا الجنوبية يكشفون أسرارًا عسكرية مقابل قروض بالعملة المشفرة
ظهرت تحقيقات مثيرة للقلق حول جنود من كوريا الجنوبية يزعم أنهم استخدموا كلمات المرور العسكرية الخاصة بهم كضمان للحصول على قروض للاستثمار في العملات المشفرة.
وقد كشف هذا التحقيق عن 29 حالة إضافية من تسريب الأسرار العسكرية، وهو ما أدى إلى تصاعد المخاوف بشأن الأمن داخل القوات المسلحة.
وتتعلق إحدى الحالات الأكثر إثارة للقلق بنقيب قيل إنه نقل وثائق سرية تتعلق "بمهام حربية قام بها لواء من القوات الخاصة".
وقد تلقى هذا القبطان "48 مليون وون [35700 دولار] من العملات المشفرة" مقابل هذه المعلومات الحساسة، مما يسلط الضوء على العواقب الوخيمة لهذه الإجراءات.
ما الذي يدفع الجنود إلى التنازل عن الأمن؟
وتشير التحقيقات، التي بدأت في وقت سابق من هذا العام، إلى أن ثلاثة جنود على الأقل قدموا كلمات مرور عسكرية "من المستوى 3" ووثائق سرية أخرى إلى مرابين مقابل الحصول على أموال نقدية، مما مكنهم إما من الاستثمار في العملات المشفرة أو تسوية ديونهم المشفرة الحالية.
في أوائل أكتوبر/تشرين الأول 2024، كشفت وزارة الدفاع الوطني أن المحكمة حكمت على أحد الضباط بالسجن مع وقف التنفيذ، ثم طردته من الجيش.
وتعكس هذه القضية نمطاً مثيراً للقلق، إذ وردت تقارير عن انخراط عدة جنود آخرين في أنشطة مماثلة.
اتخذ الادعاء العام إجراءات ضد ثلاثة من المرابين المتهمين بقبول أسرار عسكرية مقابل قروض نقدية غير قانونية.
إن هذا الارتباط بين اليأس المالي والنزاهة العسكرية المتدهورة يشكل خطرا كبيرا على الأمن القومي ويثير تساؤلات حول الالتزامات الأخلاقية للعسكريين.
المشرعون يتخذون إجراءات وسط الجدل
وقد دفعت خطورة الوضع المشرعين إلى التدخل.
قام كانج داي سيك، عضو لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية وعضو البرلمان عن حزب قوة الشعب الحاكم، بإعداد تقرير يعتمد على بيانات من الوزارة.
في 6 أكتوبر 2024، كشف مكتب كانج أن أفرادًا عسكريين سربوا معلومات سرية في 29 مناسبة منفصلة منذ عام 2021.
وتُظهر سجلات الوزارة اتجاهاً مثيراً للقلق: ستة حوادث في عام 2021، وثمانية في عامي 2022 و2023، وسبعة أخرى حتى يوليو/تموز 2024.
حالات صادمة من التسريبات والإهمال
ومن بين الحالات الموثقة، كانت هناك حالة واحدة تعود إلى عام 2021 تتعلق أيضًا بنقيب قام بتبادل الأسرار العسكرية مقابل مكاسب مالية.
وفي حادثة أخرى مثيرة للقلق، التقط أحد القبطان صوراً لمحطة نظام القيادة والسيطرة المشتركة الكورية باستخدام هاتفه المحمول، وأرسل هذه الصور في وقت لاحق إلى مستلم لم يتم الكشف عن هويته عبر تطبيق المراسلة تيليجرام.
وتكشف البيانات أن كبار الجنود انخرطوا أيضًا في ممارسات غير أخلاقية، وبيعوا معلومات سرية لشركات دفاع خاصة مقابل تعويضات مالية.
وفي مثال بارز بشكل خاص، قام أحد الجنود ببيع نسخ من دليل عسكري سري للغاية، مما أثار المخاوف بشأن العواقب المحتملة لمثل هذه الأعمال على الأمن القومي.
ثقافة التراخي الأمني؟
ويبدو أن العديد من التسريبات تنبع من "الموقف المتراخي" تجاه الأمن داخل صفوف الجيش.
وفي إحدى الحالات، أرسل جندي مقاطع فيديو لمعدات عسكرية سرية إلى صديقته عبر تطبيق كاكاو توك.
وبرر تصرفاته قائلاً إنه كان ينوي فقط "أن يُظهر لصديقته كيف كانت حياته اليومية في الجيش".
ويشكل هذا النوع من الإهمال مخاطر كبيرة، لأنه لا يعرض سلامة العمليات للخطر فحسب، بل يضع أيضًا معلومات حساسة في أيدي أولئك الذين قد يستغلونها.
وتؤكد الاكتشافات المستمرة بشأن خروقات الأمن العسكري على الحاجة إلى اتخاذ تدابير صارمة لحماية المعلومات السرية وتعزيز أهمية المسؤولية بين أفراد الخدمة.
الشباب في كوريا الجنوبية يواجهون أزمة ديون متزايدة مع تسبب استثمارات العملات المشفرة في إفلاسهم
تشهد كوريا الجنوبية ارتفاعًا مثيرًا للقلق في ديون الشباب، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى فشل استثمارات العملات المشفرة وأنشطة سوق الأوراق المالية.
وبحسب تقرير صادر عن محكمة إعادة التأهيل في سيول، ارتفعت طلبات إعادة التأهيل الشخصية للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عامًا بنسبة 31% في السنة المالية 2023، حيث أبلغ 17% من هؤلاء المتقدمين عن إفلاسهم.
يقع الجنود الكوريون الجنوبيون ضمن هذا النطاق.
وتكشف الإحصائيات عن ارتفاع كبير في حالات الإفلاس، حيث يشير الشباب إلى الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة كمحفزات لمعاناتهم المالية.
يزعم العديد من الخبراء الماليين أن الاستثمارات في العملات المشفرة أصبحت ضرورة مضللة للشباب وسط خيبة الأمل في الفرص الاقتصادية التقليدية.