المؤلف: لونغ يو، المصدر: وول ستريت نيوز
تدخل عملية اختيار رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي القادم مرحلتها النهائية. ورغم أن مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، هاسيت، يتصدر القائمة حاليًا، إلا أن قرار ترامب بإطلاق الجولة الأخيرة من المقابلات يشير إلى أن المرشح النهائي لم يُحسم بعد.
اليوم، ووفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين حكوميين أمريكيين رفيعي المستوى، يعتزم ترامب ووزيرة الخزانة بيسانت الاجتماع مع محافظ مجلس الاحتياطي الفيدرالي السابق، وارش، يوم الأربعاء المقبل. وتُعد هذه الخطوة بمثابة البداية الرسمية للجولة الأخيرة من المقابلات لاختيار خليفة للرئيس الحالي، باول.
يشير هذا التطور الأخير إلى أن ترشيح هاسيت ليس أمرًا محسومًا. فبالإضافة إلى هاسيت ووارش، تضم القائمة المختصرة النهائية مرشحين آخرين من بين محافظي مجلس الاحتياطي الفيدرالي، والر وبومان، بالإضافة إلى ريك ريد، المدير التنفيذي في شركة بلاك روك.
من المتوقع الإعلان عن القرار النهائي في أوائل يناير من العام المقبل.
يكمن الأثر الأساسي لهذا التغيير في التوجه المستقبلي للسياسة النقدية. وقد أعرب بعض مستثمري وول ستريت عن قلقهم من أن هاسيت، الذي تربطه علاقات وثيقة بالرئيس، قد يكون متشددًا للغاية في خفض أسعار الفائدة، مما يشكل خطرًا محتملاً على السوق. يتصدر هاسيت المشهد، لكن ولايته قد تكون غير مؤكدة. في الأسابيع الأخيرة، أصبح هاسيت المرشح الأوفر حظًا لخلافة باول. ومع ذلك، اقترح مسؤولون في إدارة ترامب أن يشغل هاسيت منصب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لفترة أقصر. تبلغ مدة ولاية رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي أربع سنوات قابلة للتجديد. وقال مصدران آخران مطلعان على الأمر إن هاسيت نفسه اقترح على بيسيت أن يخلف باول في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، وهو منصب يستمر حتى يناير 2028. تتيح هذه المرونة مجالًا لترتيبات مستقبلية تتعلق بالموظفين. لا يزال لدى بيسيت فرصة لتولي منصب وزير الخزانة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي. لعب بيسيت دورًا رئيسيًا في عملية الاختيار. بحسب مسؤولين، قدّم ترامب قائمة بأربعة أسماء إلى البيت الأبيض، من بينهم هاسيت ووارش. ورغم أن ترامب صرّح مرارًا وتكرارًا برغبته في تولي بيسيت رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن بيسيت نفسه أبدى عدم اهتمامه بالمنصب. مع ذلك، قد تُمهّد فترة ولاية أقصر لهاسيت الطريق أمامه لتولي رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاحقًا خلال ولاية ترامب الثانية. يُشير هذا الترتيب المُحتمل إلى وجود اعتبار استراتيجي طويل الأمد وراء عملية الاختيار الحالية. مخاوف السوق وردّ هاسيت: أثار منصب هاسيت القيادي قلقًا لدى بعض مستثمري السندات. وذكرت تقارير أن هؤلاء المستثمرين أبلغوا وزارة الخزانة الأمريكية بأنهم يخشون أن يُقدم هاسيت على خفض أسعار الفائدة بشكل حاد. ويعتقدون أنه إذا أدّت هذه الخطوة إلى تضخم مرتفع بشكل مستمر، فقد تُزعزع سوق سندات الخزانة الأمريكية البالغة قيمتها 30 تريليون دولار. ولتخفيف مخاوف السوق، حاول هاسيت مؤخرًا التأكيد على أهمية استقلالية البنك المركزي. وفي فعالية عُقدت يوم الثلاثاء، صرّح بأنه بينما يعتقد أن هناك مجالًا لمزيد من خفض أسعار الفائدة، فإن "أهم وظيفة" لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي هي "التركيز على البيانات الاقتصادية وتجنب الانخراط في السياسة". جرت عملية الاختيار برمتها في ظل انتقادات ترامب المستمرة لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الحالي، جيروم باول. فعلى مدار العام الماضي، هاجم ترامب باول باستمرار لفشله في خفض تكاليف الاقتراض بشكل أسرع وأكثر فعالية. ويتوقع السوق على نطاق واسع أن يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الأربعاء المقبل، مما سيؤدي إلى خفض النطاق المستهدف لسعر الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى أدنى مستوى له في ثلاث سنوات، أي ما بين 3.5% و3.75%. ومع ذلك، دعا ترامب علنًا إلى خفض تكاليف الاقتراض الأمريكية إلى 1%. وسيكون تحقيق التوازن بين توقعات الرئيس والحفاظ على استقلالية البنك المركزي تحديًا هائلًا لأي محافظ جديد.