WeChat تتخذ إجراءات صارمة ضد عمليات انتحال شخصيات المشاهير التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لأغراض التسويق الاحتيالي
اتخذت منصة التواصل الاجتماعي الصينية WeChat إجراءات حاسمة لمعالجة المشكلة المتزايدة المتمثلة في استخدام صور المشاهير المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي في ممارسات تسويقية ضارة.
في إعلان حديث عبر حسابها الرسمي "WeChat Coral Security" في 15 ديسمبر 2024، كشفت المنصة أنها أغلقت 209 حسابات متورطة في تكتيكات تسويقية غير أخلاقية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تهدف إلى التلاعب بثقة المستهلك والحصول على حركة مرور احتيالية.
وقد عالجت بسرعة سلسلة من الانتهاكات التي تم فيها استخدام الذكاء الاصطناعي لانتحال شخصيات المشاهير لأغراض ترويجية غير لائقة.
وذكرت المنصة أنها تلقت تقارير متعددة من المستخدمين وأجرت عمليات فحص منتظمة، مما سمح بالتعرف السريع على هذه الأنشطة الخادعة وإزالتها.
وقالت شركة WeChat في بيانها:
"لحماية حقوق المستخدمين ومنع الاحتيال على المستهلكين، اتخذنا إجراءات حاسمة لمكافحة إساءة استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في التسويق الاحتيالي."
تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تغذي الممارسات الخادعة
اكتسب استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لمحاكاة الشخصيات العامة المعروفة زخمًا متزايدًا، وخاصة للأغراض التجارية.
يمكن لهذه الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي إنشاء مقاطع فيديو مزيفة وتسجيلات صوتية مقنعة من خلال استنساخ صور شخصيات مشهورة، مما يؤدي إلى انتشار التضليل على نطاق واسع عبر الإنترنت.
تم إطلاق حملة القمع على تطبيق WeChat نتيجة لتقارير متعددة من المستخدمين والمراقبة الروتينية، مما أدى إلى تحديد الحسابات التي تسيء استخدام هذه التكنولوجيا.
أزال تطبيق WeChat الآن 532 قطعة من المحتوى الضار كجزء من مبادرته الأوسع لمكافحة أنشطة التسويق الاحتيالية هذه.
ومن الواضح أن التزام المنصة بتحسين حماية المستهلك واضح، حيث ذكرت الشركة أنها ستواصل التركيز على الحد من مثل هذه الممارسات الخادعة.
اتجاه متزايد نحو انتحال هوية الذكاء الاصطناعي
وقد أثار التطور المتزايد للمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي المخاوف، لأنه يسمح بالتلاعب بالمستهلكين من خلال التأييدات الملفقة.
وقد ظهرت بالفعل حالات بارزة من انتحال شخصيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك حالات تم فيها استخدام أصوات وصور المشاهير للترويج للمنتجات دون موافقتهم.
وتتعلق إحدى هذه الحالات بالممثل الهونغ كونغي ريموند وونغ، الذي ندد علناً بالاستخدام الاحتيالي لصورته وصوته في إعلان تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.
وقال وونغ في بيان نشر على وسائل التواصل الاجتماعي:
"إن هذا السلوك هو مجرد احتيال، ويهدف إلى تضليل الجمهور والاستفادة منه".
يكشف هذا الوضع عن مخاطر انتحال الهوية باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يتم التلاعب بالثقة لخداع المستهلكين لحملهم على شراء المنتجات من خلال التأييدات المزيفة.
المخاوف القانونية والأخلاقية المحيطة بالاحتيال المدعوم بالذكاء الاصطناعي
يحذر الخبراء من أن انتحال شخصيات الذكاء الاصطناعي قد ينتهك حقوق الأفراد.
وأشار المحامي شو وي من شركة جينجدو للمحاماة في بكين إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتغيير صورة شخص ما لأغراض تجارية دون موافقته ينتهك حقوق صورته.
إذا كانت المنتجات التي يتم الترويج لها من خلال هذه التوصيات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مبالغ فيها أو باهظة الثمن، فقد يشكل ذلك احتيالاً، حيث قد يتم تضليل المستهلكين لإجراء عمليات شراء بناءً على هذه التوصيات الكاذبة.
وسلط شو الضوء أيضًا على إمكانية الإضرار بالسمعة، مشيرًا إلى أن الاستخدامات الخبيثة للذكاء الاصطناعي، مثل إنشاء محتوى مسيء أو وضع وجه شخص ما في سياق غير مناسب، يمكن أن تؤدي إلى انتهاكات لحقوق الإنسان الشخصية.
مسؤولية المنصة والتدابير المستقبلية
ويجري أيضًا التدقيق في دور مقدمي المنصات مثل WeChat.
وحثت المنصات على تحمل المسؤولية عن المحتوى الموجود على مواقعها، والتأكد من وضع علامات واضحة على مقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لتجنب ارتباك المستخدم.
تفرض هذه اللائحة على مقدمي الخدمات وضع علامة واضحة على المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي باستخدام مؤشرات مرئية في نقاط رئيسية، مثل البداية أو النهاية أو مناطق بارزة أخرى، عبر تنسيقات مختلفة مثل النصوص والصوت والصور ومقاطع الفيديو.
وقد بدأت المنصات الرئيسية بالفعل في إضافة إخلاءات للمسؤولية، مثل "المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي" أو "إنشاء الذكاء الاصطناعي المشتبه به"، لمساعدة المشاهدين على التمييز بين الوسائط الحقيقية والاصطناعية.
ومع ذلك، في الحالات التي تفشل فيها المنصات في تصنيف المحتوى المضلِّل أو إزالته بشكل مناسب، فقد تتحمل المسؤولية عن تسهيل انتشار المواد الاحتيالية.
وأعلنت شركة "وي تشات" أنها ستكثف جهودها لمنع وصول مثل هذا المحتوى إلى المستخدمين، مما يزيد من تشديد ممارساتها التنظيمية.
تشديد التنظيم على خدمات توليف الذكاء الاصطناعي
وفقًا للمبادئ التوجيهية الأخيرة التي أصدرتها السلطات الصينية، يجب على خدمات الذكاء الاصطناعي التي تولد محتوى مزيفًا عميقًا أن تشير بوضوح إلى متى يمكن أن يؤدي المحتوى إلى الارتباك.
تلتزم WeChat بمواصلة تعزيز حوكمتها، وضمان بقاء كل من المستخدمين ومقدمي الخدمة مسؤولين عن المحتوى الذي تم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إن دور الجمهور في المساعدة في تحديد محتوى الذكاء الاصطناعي الاحتيالي والإبلاغ عنه أمر محوري أيضًا في الحفاظ على بيئة آمنة وموثوقة عبر الإنترنت.
مع تزايد إمكانية الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، يقع العبء على عاتق كل من مقدمي المنصات والمستخدمين لمنع الاستغلال والخداع في العالم الرقمي.