منصة Binance تفتح أبوابها لمستخدمي العملات المشفرة السوريين بعد رفع العقوبات الأمريكية
أعادت منصة Binance، أكبر بورصة للعملات المشفرة في العالم، تفعيل خدماتها للمستخدمين السوريين بعد إزالة سوريا من قائمة الدول المحظورة.
ويأتي هذا التطور بعد وقت قصير من رفع الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس السابق دونالد ترامب، العقوبات على سوريا في مايو/أيار 2025، مما سمح للمواطنين السوريين بالمشاركة الكاملة في النظام البيئي للأصول الرقمية.
ما هي خدمات التشفير التي سيتمكن السوريون من الوصول إليها الآن؟
لأول مرة منذ عام 2019، أصبح بإمكان سكان سوريا تداول العقود الفورية والآجلة، ورهن الأصول الرقمية، واستخدام Binance Pay لإجراء المعاملات عبر الحدود.
وستقدم البورصة أيضًا موارد تعليمية باللغة العربية لمساعدة السوريين على التنقل في مجال العملات المشفرة بأمان وفعالية.
بالإضافة إلى ذلك، أصبح الليرة السورية مقبولة الآن على المنصة لشراء وبيع العملات المشفرة، مما يوسع نطاق الوصول المحلي إلى التمويل الرقمي.
وذكرت بينانس في بيانها،
"الحرية المالية يجب أن تكون للجميع."
لماذا تُعدّ العملات المشفرة مهمة في المشهد الاقتصادي السوري؟
لقد تعرض الاقتصاد السوري لضربة قوية بسبب أكثر من عقد من الصراع والعقوبات والتضخم المفرط.
ومع وجود نحو 24 مليون شخص يعيشون في البلاد، وحوالي 8 إلى 15 مليون سوري في الخارج، تعتمد العديد من الأسر على التحويلات المالية غير الرسمية والتحويلات المالية.
لقد تزايدت جاذبية العملات المشفرة باعتبارها بديلاً أكثر سهولة في الوصول إليه وأكثر استقرارًا للنظام المالي الرسمي.
وبحسب بينانس، جاءت سوريا ضمن أفضل 10 دول في العالم من حيث نشاط البحث المتعلق بالعملات المشفرة في عام 2021 - وهو مؤشر على الاهتمام المحلي القوي على الرغم من حظر الخدمة السابق.
وانتقد أستاذ الاقتصاد كرم شعار القيود السابقة، واصفاً استبعاد السوريين من المنصات المالية بأنه شكل من أشكال "العقاب الجماعي الأناني".
ما الذي دفع إلى التحول في السياسة الأميركية تجاه سوريا؟
لقد فاجأ قرار الحكومة الأميركية برفع العقوبات كثيرين، وتم اتخاذه خلال اجتماع رفيع المستوى مع زعماء الخليج، بما في ذلك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
ووصف ترامب هذه الخطوة بأنها فرصة للقيادة السورية الجديدة ــ الحكومة التي يقودها الإسلاميون والتي حلت محل بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي ــ "للبدء من جديد".
ورغم تخفيف العقوبات، لا تزال المخاوف بشأن الاستقرار السياسي في سوريا قائمة.
حذر السيناتور الأمريكي ماركو روبيو مؤخرا من أن البلاد قد تكون على شفا صراع آخر، مشيرا إلى العنف الطائفي المستمر والنزاعات الفئوية.
وحث روبيو الولايات المتحدة على دعم القيادة الانتقالية لمنع تفاقم الاضطرابات.
كيف تستعد الشركات العالمية لعودة سوريا؟
وتشير التقارير إلى أن الشركات الأميركية مثل AT&T، وشيفرون، وشركات زراعية مختلفة تتطلع إلى فرص في إعادة إعمار سوريا وتنميتها.
ويتماشى هذا مع النهج المشروط الذي تنتهجه الولايات المتحدة، والذي يربط إعادة فتح الاقتصاد بالتعاون بين الحكومة الانتقالية السورية والشركات الأميركية.
وقد أثار مايك بنز، وهو محلل للسياسة الخارجية، أسئلة أخلاقية حول هذا النهج في برنامجه على بودكاست جوليان دوري، مسلطا الضوء على التناقضات في السياسة الأميركية المتعلقة بسوريا وتدخلاتها الإقليمية الأوسع.
دور بينانس في التعافي المالي لسوريا
ومن خلال استعادة الوصول إلى مجموعة كاملة من خدمات العملات المشفرة، تعمل Binance على وضع نفسها كلاعب رئيسي في طريق سوريا للعودة إلى الوضع المالي الطبيعي.
وتعهدت البورصة بتقديم الدعم والتعليم المستمر لمساعدة السوريين على تحقيق أقصى استفادة من أدوات التمويل الرقمي في ظل بيئة اقتصادية صعبة.
قال ريتشارد تنج، الرئيس التنفيذي لشركة بينانس،
بعد سنوات من الإقصاء، أصبح لدى السوريين الآن فرصة للبناء والاستثمار والتواصل. الأمر لا يقتصر على فتح الحسابات فحسب، بل يشمل أيضًا فتح آفاق جديدة للمستقبل.
مع عودة سوريا إلى النظام المالي العالمي، فإن عودة خدمات Binance قد توفر بديلاً حيوياً لملايين الأشخاص الذين يواجهون صعوبات اقتصادية وعدم يقين سياسي.