زيادة في الإجراءات التنظيمية ضد المنصات غير القانونية في كازاخستان
كثفت حكومة كازاخستان جهودها لمكافحة عمليات تبادل العملات المشفرة غير القانونية التي تعمل داخل حدودها، كجزء من حملة أوسع نطاقا على غسل الأموال والجرائم المالية.
وقد تبين أن هذه البورصات، التي غالبا ما تكون غير مرخصة، تسهل الأنشطة غير المشروعة، بما في ذلك المعاملات الاحتيالية ومخططات غسل الأموال.
في 6 يناير 2025،كشفت وكالة الرقابة المالية في كازاخستان (FMA) أن عملية كبيرة أدت إلى تفكيك 36 بورصة غير مرخصة، واستولت على أصول تقدر بملايين الدولارات.
ضربة قوية للأنشطة الإجرامية والبورصات غير المرخصة
تمكنت هيئة الرقابة المالية بالتعاون مع لجنة الأمن الوطني ووزارة الثقافة والإعلام من ضبط 36 منصة تداول عملات مشفرة غير قانونية تعمل دون ترخيص.
بلغ إجمالي حجم تداولات هذه البورصات حوالي 60 مليار تنغي كازاخستاني (112.8 مليون دولار).
ومن بين هذه الأموال، تمت مصادرة وتجميد 2.5 مليار تنغي (حوالي 4.8 مليون دولار) من الأصول خلال العملية.
كما حددت السلطات أن العديد من هذه البورصات كانت تستخدم كوسيط للمجرمين، مما يسمح لهم بتبادل العملات الورقية مقابل العملات المشفرة والعكس صحيح، وغالبًا دون وجود سجلات قابلة للتتبع.
وقد أدى هذا الإخفاء إلى جعلهم هدفًا لمحتالي الإنترنت وتجار المخدرات وغيرهم من الجهات الخبيثة.
نجاح الحملة: استهداف التبادلات غير القانونية والمخططات الهرمية
ولم تركز الحملة على البورصات غير المرخصة فحسب، بل أيضًا على مخططات هرمية للعملات المشفرة تستخدم هذه المنصات لجذب الاستثمارات بشكل غير قانوني.
وقد تم الكشف عن مخططين من هذا القبيل وتم إغلاقهما، حيث استعادت السلطات 545 ألف دولار وجمدت 120 ألف دولار إضافية في انتظار مزيد من التحقيقات.
وبحسب هيئة الأسواق المالية، فإن هذه الإجراءات تعد جزءًا من استراتيجية الوكالة الأكبر للحد من استخدام العملات المشفرة في الأنشطة الإجرامية.
جهود الحكومة لتعزيز إجراءات مكافحة غسيل الأموال
وكجزء من التركيز المتزايد لكازاخستان على القضاء على الجرائم المالية، قدمت هيئة الأسواق المالية تعديلات على تشريعاتها لمحاسبة مزودي الأصول الرقمية عن انتهاكات سياسات مكافحة غسل الأموال.
وكالة الرقابة المالية في كازاخستان
تهدف هذه التغييرات إلى جعل من الصعب على البورصات غير القانونية العمل دون إجراء عمليات فحص مناسبة، مثل التحقق من هويات المستخدمين ومراقبة المعاملات بحثًا عن أي نشاط مشبوه.
ردًا على النجاحات الأخيرة، أعلنت هيئة الأسواق المالية عن التزامها بمواصلة التعاون مع المنظمات الدولية لتعزيز الرقابة على معاملات العملات المشفرة والحد من استخدامها الإجرامي.
تراجع تعدين البيتكوين في كازاخستان وسط لوائح أكثر صرامة
في الماضي، كانت كازاخستان مركزًا شائعًا لتعدين البيتكوين، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى لوائحها المواتية وتكاليف الكهرباء المنخفضة.
ومع ذلك، مع تشديد الحكومة لحملاتها الصارمة على الأنشطة الإجرامية المتعلقة بالعملات المشفرة، انخفضت مساهمة البلاد في تعدين البيتكوين العالمي إلى أقل من 5%.
تسببت القواعد التنظيمية الأكثر صرامة في دفع العديد من عمال المناجم إلى الانتقال إلى بلدان ذات قواعد أكثر تساهلاً، مما أثر بشكل كبير على موقف كازاخستان في سوق التشفير العالمية.
جهود متزايدة للتصدي للمنصات غير القانونية والجرائم المالية
وتشكل الإجراءات المتخذة في أوائل عام 2025 جزءًا من حملة مستمرة للقضاء على منصات التشفير غير المرخصة.
في عام 2024، قامت هيئة الأسواق المالية، بالتعاون مع وكالات أخرى، بإغلاق 980 بورصة غير قانونية وأطلقت تسعة تحقيقات في أنشطة غسل الأموال.
وفي المجمل، قامت السلطات الكازاخستانية بإغلاق أكثر من 3500 منصة غير قانونية في السنوات الأخيرة، كجزء من جهد أوسع نطاقا لضمان عدم استخدام البلاد كمركز للجرائم المالية.
على الرغم من الحملة على المنصات غير القانونية، تواصل البورصات المعترف بها عالميًا مثل Binance وBybit وUpbit العمل بشكل قانوني في كازاخستان، حيث تضمن هيئة الأسواق المالية امتثالها لسياسات مكافحة غسل الأموال الصارمة في البلاد.
وبفضل هذه الجهود المتواصلة، ترسل كازاخستان رسالة قوية حول التزامها بالقضاء على عمليات التشفير غير القانونية وحماية نظامها المالي من الانتهاكات الإجرامية.