إن فقاعة الذكاء الاصطناعي في مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ضخمة للغاية؛ وربما يكون الذهب والأسهم الصينية أفضل أدوات التحوط.

مع ارتفاع تقييمات الأسهم الأمريكية نتيجةً لازدهار الذكاء الاصطناعي، يعتقد مايكل هارتنت، الخبير الاستراتيجي في بنك أوف أمريكا، أن الذهب والأسهم الصينية هما أفضل أدوات التحوط في بيئة السوق الحالية لمواجهة خطر فقاعة الذكاء الاصطناعي. وفي تقرير حديث، صرّح هارتنت قائلاً: "من غير المرجح أن تتزعزع ريادة أسهم الذكاء الاصطناعي على المدى القصير، ونفضل استخدام الذهب والأسهم الصينية كأفضل وسيلة تحوط ضد الطفرة/الفقاعة". وقد ارتفعت القيمة السوقية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 17 تريليون دولار منذ أدنى مستوى لها في أوائل أبريل، ومؤخرًا، تجاوزت القيمة السوقية لشركة إنفيديا، عملاق الرقائق، 5 تريليونات دولار. ويبدو أن معنويات السوق لا تزال متفائلة. عززت تقارير الأرباح القوية من أمازون وآبل مؤخرًا العقود الآجلة للأسهم الأمريكية يوم الجمعة، حيث يتوقع المستثمرون على نطاق واسع نموًا اقتصاديًا أمريكيًا قويًا، وانخفاضًا في أسعار الفائدة، وسياسات دعم محتملة للسوق من ترامب في عام 2026. ومع ذلك، تكشف نصيحة هارتنت عن خطر خفي وراء هذا التفاؤل: فقد أدى الارتفاع المدفوع بالذكاء الاصطناعي إلى انخفاض كبير في تقييمات السوق عن متوسطاتها التاريخية. في ظل هذه الخلفية، يُنظر إلى الذهب كوسيلة تحوط ضد احتمال تجدد التضخم بسبب التوسع الاقتصادي وتيسير السياسة النقدية، بينما تُقدم الأسهم الصينية خيارًا استثماريًا بديلًا أظهر بالفعل إمكانات نمو قوية هذا العام. تحذير بنك أوف أميركا يعتمد في المقام الأول على مستويات التقييم المرتفعة للغاية للأسهم الأميركية حالياً. تشير البيانات إلى أن نسبة السعر إلى الأرباح المستقبلية لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 وصلت إلى 23 مرة، وهو ما يتجاوز بكثير متوسط ​​16 مرة على مدى العقدين الماضيين. حتى الآن هذا العام، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 16%.

تبرز هذه المشكلة بشكل خاص بين شركات التكنولوجيا العملاقة "Mag7".

تُمثل هذه الشركات أكثر من ثلث مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ويبلغ إجمالي نسبة السعر إلى الربحية المتوقعة لها 31 ضعفًا. على الرغم من انخفاض سعر سهم ميتا مؤخرًا بسبب مخاوف المستثمرين من انخفاض عوائد استثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي عن المتوقع، مما أدى إلى تصحيح في السوق، إلا أن الاتجاه العام لم ينعكس. يوفر الذهب والأسهم الصينية خيارات استثمارية متنوعة. يعتقد فريق هارتنت أن الذهب أداة فعّالة للتحوّط من مخاطر التضخم المستقبلية. ويشير التقرير إلى أن المستثمرين يُهيئون أنفسهم لنمو اقتصادي قوي في عام 2026، وتستند توقعاتهم إلى تخفيضات أسعار الفائدة التي أجراها الاحتياطي الفيدرالي واحتمالية تطبيق ترامب سياسات داعمة للسوق. ومع ذلك، فإن الجمع بين السياسة النقدية المتساهلة والاقتصاد المتوسّع قد يُشكّل بيئة خصبة لتجدد التضخم. في هذا السيناريو، يُمكن للذهب أن يُحقق قيمته التحوّطية التقليدية. وعلى الرغم من تراجع أسعار الذهب مؤخرًا عن أعلى مستوى تاريخي لها والذي تجاوز 4300 دولار للأونصة، إلا أن منطقه كأداة تحوّط لا يزال قائمًا. ووفقًا لبيانات EPFR، بعد أربعة أشهر متتالية من التدفقات الداخلة، شهدت صناديق الذهب العالمية تدفقات خارجية قياسية بلغت 7.5 مليار دولار في الأسبوع الأخير. وإلى جانب الذهب، يُبدي استراتيجيو بنك أوف أمريكا تفاؤلًا أيضًا بشأن الأسهم الصينية. فمنذ بداية هذا العام، تفوق أداء سوق الأسهم الصينية بشكل ملحوظ على مؤشر S&P 500، مع ارتفاع مؤشر MSCI China بنسبة 33%. يكمن وراء هذا الارتفاع تفاؤل السوق بشأن القدرات التنافسية للصين في مجال الذكاء الاصطناعي المُولِّد، خاصةً بعد ظهور نماذج ذكاء اصطناعي مثل DeepSeek. تجدر الإشارة إلى أنه بعد انتخاب ترامب الأخير، راهن هارتنت وفريقه بشكل صحيح على أسواق الأسهم العالمية في آسيا وأوروبا، حيث توقعوا بدقة أن السياسات النقدية المتساهلة في هاتين المنطقتين ستؤدي إلى ارتفاع أسعار الأسهم.