كوميديا الذكاء الاصطناعي في سنغافورة تتبنى نهجًا جديدًا في صناعة الأفلام
في ذروة تأثير الذكاء الاصطناعي، يستكشف أحدث فيلم للمخرج السنغافوري جاك نيو، "أريد أن أكون رئيسًا"، دور الذكاء الاصطناعي في الحياة الحديثة، ويمزج بين الكوميديا والموضوعات المستقبلية.
ورغم نبرته الكوميدية، فإن استكشاف نيو للذكاء الاصطناعي في المجال المنزلي يفتح محادثة أوسع حول كيفية تأثير التكنولوجيا على صناعة الأفلام في المستقبل.
ويمثل هذا المشروع الأخير أيضًا خطوة رائدة لسنغافورة في عالم صناعة الأفلام المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.
الذكاء الاصطناعي في مركز الكوميديا المحلية
في هذه الكوميديا التي تدور حول الذكاء الاصطناعي، يلعب هنري ثيا دور أونج دونج نام، وهو رجل يشتري روبوتًا ذكيًا للمساعدة في إدارة الفوضى المنزلية.
ما يلي هو سلسلة من الأحداث المضحكة والفوضوية، حيث يصبح الروبوت الذكاء الاصطناعي، لينج لينج، مصدرًا غير متوقع للتوتر والفكاهة في العائلة.
يمزج الفيلم بين موضوعات الدراما العائلية المألوفة ومفهوم الذكاء الاصطناعي الجديد، ومع ذلك فإن التكنولوجيا تبدو وكأنها وسيلة للتحايل أكثر من كونها مفهومًا متكاملًا تمامًا.
نيو، المعروف بأغانيه الناجحة السابقة مثل "Ah Boys to Men" و"The Lion Men"، يخوض في عالم الذكاء الاصطناعي لكنه يفشل في تقديم قصة مستقبلية مقنعة.
الروبوتات الحقيقية تثير الاهتمام
ويدمج الفيلم أيضًا الروبوتات البشرية الحقيقية في الترويج له.
لعبت الممثلة السنغافورية جاي ليو، إلى جانب السيدة تشين، وهي صاحبة مطعم من تشونغتشينغ في الصين، شخصيات روبوتية كجزء من الدعاية للفيلم.
وقد اكتسبت السيدة تشين، على وجه الخصوص، اهتماما كبيرا في العام الماضي بسبب حركاتها التي تشبه حركات الروبوت أثناء خدمة العملاء، مما أدى إلى طمس الخط الفاصل بين الإنسان والآلة.
أضافت هذه الحيلة الترويجية الذكية طبقة مثيرة للاهتمام لموضوع الذكاء الاصطناعي في الفيلم، لكنها تسلط الضوء أيضًا على الصراع من أجل إدخال الذكاء الاصطناعي بالكامل في القصة.
دور الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام: تجربة متنامية
لم يقم نيو بدمج الذكاء الاصطناعي في قصة الفيلم فحسب، بل استخدم أيضًا التكنولوجيا الموجودة خلف الكواليس.
وفي مقابلة مع صحيفة ستريتس تايمز المحلية، كشف أنه جرب الذكاء الاصطناعي لتحسين مشاهد معينة واستخدم حتى الأغاني التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي كتبها بنفسه.
وأعرب عن اعتقاده بأن الذكاء الاصطناعي سوف يمكّن صناع الأفلام قريبًا من تحقيق المزيد بموارد أقل، وتحسين ذلك بمرور الوقت.
جاك نيو، مخرج أفلام وممثل كوميدي وممثل سنغافوري
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التطورات، فإن تصوير الفيلم للذكاء الاصطناعي يبدو سطحيًا ومنفصلًا عن الجوهر العاطفي للقصة.
هل الذكاء الاصطناعي مجرد وسيلة في صناعة الأفلام؟
وعلى الرغم من الخطوة الجريئة نحو دمج الذكاء الاصطناعي، فإن فيلم "أريد أن أكون رئيسًا" يواجه صعوبة في تصوير التكنولوجيا المستقبلية.
يبدو اعتماد الفيلم على الذكاء الاصطناعي كأداة مؤامرة أكثر منه جزءًا لا يتجزأ من السرد.
وبينما يتحول الفيلم إلى التركيز بين الدراما المتعلقة بالطبخ والمطاعم المتنافسة والقضايا العائلية، فإن عناصر الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تبدو وكأنها فكرة ثانوية، مضافة بدلاً من استكشافها بالكامل.
في أحد المشاهد الرئيسية، يقوم روبرت، بائع الروبوتات الذكية، بفتح صندوق لينج لينج في غرفة المعيشة، ليكشف أنها الحل الآلي لتحسين العلاقات الأسرية.
ومع ذلك، فإن هذا المشهد، الذي ينبغي أن يبدو رائداً، يأتي بدلاً من ذلك محرجاً ومخيباً للآمال.
ومن الواضح أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يشكل جزءًا من القصة، إلا أنه يفتقر إلى العمق اللازم لإحداث تأثير دائم.
مستقبل الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام
من المؤكد أن استخدام الذكاء الاصطناعي في صناعة الأفلام يحمل إمكانات كبيرة، ولكن كما رأينا في فيلم "أريد أن أكون رئيسًا"، فإن دمجه يجب أن يتجاوز مجرد الإبداع.
يمكن لصناع الأفلام الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لإنشاء تجارب أكثر غامرة وواقعية، ولكن يجب دمج استخدامه بعناية في السرد.
هل سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة لتعزيز الإبداع أم مجرد اختصار في السعي لتحقيق الكفاءة؟
مع تطور الصناعة، يستكشف المزيد من صناع الأفلام العلاقة مع التكنولوجيا، وخاصة الذكاء الاصطناعي، والذي سيلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على اتجاه صناعة الأفلام، مثلفيلم الدراما الإندونيسي السنغافوري "Mothernet" و الرسوم المتحركة "Leafie" في كوريا الجنوبية .