البنك المركزي لكوريا الجنوبية يرفض اعتبار البيتكوين احتياطيًا للعملات الأجنبية

بنك كوريا يستبعد إدراج البيتكوين في احتياطيات النقد الأجنبي

استبعد البنك المركزي في كوريا الجنوبية إمكانية دمج البيتكوين في احتياطياته من النقد الأجنبي، مشيرًا إلى مخاوف بشأن استقرار السوق والسيولة.

ردًا على استفسار رسمي من النائب تشا كيو جيون، أوضح بنك كوريا أنه "لم يناقش أو يراجع" إضافة البيتكوين إلى احتياطياته.

وأكد البنك أن احتياطيات النقد الأجنبي يجب أن تكون متاحة بسهولة وموثوقة، محذرا من أن تقلبات البيتكوين قد تؤدي إلى "ارتفاع تكاليف المعاملات بسرعة لأولئك الذين يحاولون تحويل البيتكوين إلى عملة ورقية" في أوقات عدم استقرار السوق.

وأوضح بنك كوريا أن البيتكوين يفشل أيضًا في تلبية معايير احتياطي النقد الأجنبي لصندوق النقد الدولي، والتي تتطلب من الأصول الحفاظ على السيولة واستقرار السوق وتصنيف ائتماني من الدرجة الاستثمارية.

تصاعد الجدل السياسي حول الاحتياطيات الوطنية للعملات المشفرة

ويأتي هذا الرفض في وقت تكتسب فيه فكرة إنشاء احتياطي استراتيجي من البيتكوين في كوريا الجنوبية زخمًا سياسيًا.

أثار بعض أعضاء الحزب الديمقراطي مؤخرًا إمكانية إضافة البيتكوين إلى محفظة النقد الأجنبي للبلاد، بهدف وضع كوريا الجنوبية جنبًا إلى جنب مع دول مثل البرازيل وجمهورية التشيك، حيث أعرب المسؤولون عن اهتمامهم بمثل هذه الاحتياطيات.

وقد ظهرت مقترحات الحزب الديمقراطي خلال ندوة سياسية عقدت في 6 مارس/آذار 2025، مما يعكس مناقشات أوسع نطاقا حول الأصول الرقمية.

في ظل عدم اليقين الذي يحيط بالمشهد السياسي في كوريا الجنوبية ــ وخاصة مع استمرار إجراءات عزل الرئيس يون سيوك يول ــ بدأ كل من الحزب الديمقراطي وحزب قوة الشعب الحاكم في استقطاب الناخبين الأصغر سنا من خلال خطاب مؤيد للعملات المشفرة.

وفي الوقت نفسه، كان حزب إعادة بناء كوريا، الذي يشغل 12 مقعدًا في الجمعية الوطنية، صريحًا أيضًا في الدفع نحو اعتماد أكبر للعملات المشفرة.

ومع ذلك، ورغم الاهتمام السياسي، لا يزال البنك المركزي ثابتا على تشككه.

نهج حذر يتماشى مع الاتجاهات العالمية

ويعكس موقف كوريا الجنوبية الموقف الحذر الذي اتخذته المؤسسات المالية الكبرى في جميع أنحاء العالم.

وأشار بنك كوريا إلى أن البنك المركزي الأوروبي والبنك الوطني السويسري وحكومة اليابان أعربوا جميعًا عن تحفظات مماثلة بشأن تخزين البيتكوين.

في حين أن بعض البلدان ترحب بفكرة احتياطي البيتكوين - خاصة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن احتياطي البيتكوين الاستراتيجي الخاص بها - فإن بلدان أخرى تظل حذرة.

ويتماشى تردد بنك كوريا مع النهج التنظيمي الشامل لكوريا الجنوبية، والذي تطور تدريجياً ولكنه يظل محافظاً.

تتطور لوائح العملات المشفرة في كوريا الجنوبية ببطء

على الرغم من استبعاد احتياطيات البيتكوين، اتخذت كوريا الجنوبية خطوات لتحسين لوائحها المتعلقة بالعملات المشفرة.

عملت لجنة الخدمات المالية (FSC)، وهي أكبر هيئة مراقبة مالية في البلاد، على تخفيف القيود المفروضة على تداول العملات المشفرة المؤسسية وتطوير إطار قانوني ثانٍ يركز على العملات المستقرة.

بالإضافة إلى ذلك، يدرس صناع السياسات السماح بإنشاء صناديق التداول في البورصة للعملات المشفرة (ETFs)، وهو ما قد يفتح آفاقاً جديدة في القطاع المالي.

اقترح رئيس بورصة كوريا أن صناديق الاستثمار المتداولة يمكن أن توفر للمستثمرين المؤسسيين تعرضًا أكثر سهولة للأصول الرقمية.

ولكن في الوقت الحالي، لا تزال عملة البيتكوين غير واردة في احتياطيات النقد الأجنبي لكوريا الجنوبية، مع تأكيد السلطات على ضرورة توخي الحذر وسط حالة عدم اليقين المستمرة في السوق.