هل يستحوذ الذكاء الاصطناعي على إعلانات الموضة؟
تتخذ شركة مانجو لتجزئة الأزياء خطوة جديدة في عالم الإعلان من خلال تبني الصور الرمزية التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، واستبدال بعض نماذجها البشرية بأخرى افتراضية.
وتهدف هذه الخطوة إلى تسريع عملية إنشاء المحتوى، حيث تتطلع الشركة إلى مواكبة منافسيها في صناعة الأزياء السريعة.
وأوضح الرئيس التنفيذي توني رويز،
"إن الأمر يتعلق بإنشاء المحتوى بشكل أسرع."
صناعة الأزياء سريعة الحركة ودور الذكاء الاصطناعي
ويأتي اعتماد مانجو للذكاء الاصطناعي في إطار اتجاه أوسع في صناعة الأزياء التي تبلغ قيمتها 2.5 تريليون دولار، حيث يعد الإنتاج السريع والاستجابات السريعة للاتجاهات الناشئة أمراً أساسياً.
تواجه شركات البيع بالتجزئة العملاقة مثل زارا، وإتش آند إم، والآن مانجو، ضغوطاً للحفاظ على قدرتها التنافسية.
وبما أن نماذج الذكاء الاصطناعي تكلف جزءًا بسيطًا من سعر النماذج البشرية، فمن الواضح سبب اكتساب هذا التحول قوة دفع.
في حين أن نموذج الحياة الواقعية يمكن أن يتقاضى حوالي 35 دولارًا في الساعة، يمكن استخدام النماذج التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي مقابل 29 دولارًا فقط في الشهر، مما يجعل التكنولوجيا خيارًا جذابًا للعلامات التجارية التي تهتم بالتكلفة.
انطلقت أول حملة مانجو المدعومة بالذكاء الاصطناعي في شهر يوليو، حيث عرضت مجموعة إصدار محدود تستهدف الفتيات المراهقات.
وفي الشهر الماضي، أطلقت الشركة حملة إعلانية أخرى تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتركز على المراهقين، مع خطط لتوسيع استخدام النماذج الافتراضية لمجموعاتها الرجالية والنسائية.
وقال رويز، موضحًا سعي العلامة التجارية إلى تنفيذ الذكاء الاصطناعي عبر مختلف العمليات التجارية، بما في ذلك التصميم: "إنها خطوة نحو الكفاءة وقابلية التوسع".
الذكاء الاصطناعي في تصميم الأزياء – ابتكار أم تهديد للوظيفة؟
يتجاوز تأثير الذكاء الاصطناعي في مانجو التسويق.
وتستخدم الشركة أيضًا التكنولوجيا للمساعدة في تصميم المجموعات، حيث أصبحت الآلات الآن قادرة على اقتراح الأقمشة وحتى إنشاء ملابس تتناسب مع جماليات مانجو الراسخة.
بالتعاون مع فريق الهندسة الداخلي، تساعد الذكاء الاصطناعي في تجميع لوحات الحالة المزاجية وتدريب النماذج لكل زي، مما يوفر مساعدة قيمة في عملية التصميم.
وقال جوردي أليكس مورينو، مدير التكنولوجيا في مانجو:
"يجب أن يعمل الذكاء الاصطناعي كمساعد لتعزيز قدرات موظفينا وإبداعاتهم، وتسريع المهام المتكررة."
يتيح هذا النهج للمصممين التركيز بشكل أكبر على الإبداع وأقل على الجوانب الدنيوية من وظائفهم.
هل يدفع الذكاء الاصطناعي العمال البشريين إلى الخروج من دائرة الضوء؟
وعلى الرغم من الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي، تصر مانجو على أن التكنولوجيا لن تحل محل الوظائف البشرية بشكل كامل.
وتخطط الشركة لمضاعفة قوتها العاملة في الولايات المتحدة بحلول عام 2025، وتستهدف الوصول إلى ما يقرب من 70 متجرا بحلول نهاية عام 2025، ارتفاعا من 42 متجرا هذا العام.
ويؤكد مورينو أن استخدام الذكاء الاصطناعي يتعلق بالتعاون وليس الاستبدال:
"إنه مثال ممتاز للعمل الجماعي بين الذكاء البشري المصنوع يدويًا والذكاء الرقمي."
ورغم الدور المتزايد الذي تلعبه الذكاء الاصطناعي في مجال الأعمال، فإن مانجو تحافظ على التزامها تجاه العمال من البشر، مما يضمن بقاء الأشخاص في صميم رؤية الشركة على المدى الطويل.
هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل الفنانين البشر؟
أعرب بعض المصممين عن حماسهم بشأن الإمكانيات التي توفرها الذكاء الاصطناعي للتعبير الإبداعي.
شارك ماركو دي فينسينزو، المدير الإبداعي للعلامة التجارية الفاخرة إيترو، تجربته الإيجابية مع الذكاء الاصطناعي في إنشاء حملته لربيع 2024.
وقال "من وجهة نظر إبداعية، كان الأمر مذهلاً"، مشيداً بالتكنولوجيا التي مكنته من صياغة صور تضم نماذج مذهلة في مناظر طبيعية سريالية من الخيال العلمي.
وفي حين يعترف دي فينسينزو بأهمية "اللمسة الإنسانية" في العملية الإبداعية، فإنه يعتقد أن الذكاء الاصطناعي هو ببساطة أداة جديدة للتعبير الفني:
"الذكاء الاصطناعي هو مجرد وسيلة جديدة للتعبير عن الإبداع. فلماذا لا نستخدمه؟"
هل الذكاء الاصطناعي هو مستقبل إعلانات الأزياء؟
ومع قيام علامات تجارية مثل Louis Vuitton وLevi Strauss & Co وNike بالفعل بتجربة نماذج تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، فمن الواضح أن الذكاء الاصطناعي يحدث تأثيرًا كبيرًا على استراتيجيات الإعلان في صناعة الأزياء.
إن المدخرات المالية الناتجة عن استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي - والتي غالبًا ما تكون جزءًا بسيطًا من تكلفة نظيراتها البشرية - تدفع المزيد من العلامات التجارية إلى استكشاف هذا الخيار.
ومع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، فمن المرجح أن تحذو المزيد من شركات الأزياء حذو مانجو، مما يقلل من الاعتماد على النماذج البشرية لتبسيط جهودها الإعلانية وخفض التكاليف.
السؤال الآن هو ما إذا كانت الصناعة قادرة على تحقيق التوازن بين إبداع المصممين والنماذج البشرية وكفاءة الذكاء الاصطناعي، أو ما إذا كانت هذه القفزة التكنولوجية ستعيد تشكيل القوى العاملة بالكامل.
وبما أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءاً لا يتجزأ من التسويق والتصميم وإنشاء المحتوى، فقد يكون الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يصبح تأثيره أكثر انتشاراً.