برنامج الأغذية العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية يحتضن التبرعات بالعملات المشفرة لمكافحة أزمة الجوع
في خطوة لجمع أموال حيوية لمعالجة الجوع في بعض المناطق الأكثر ضعفاً في العالم، فتح برنامج الغذاء العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية (WFP USA) أبوابه الآن للتبرعات بالعملة المشفرة.
مع قبول أكثر من 80 عملة مشفرة، يمكن للمانحين المساهمة من خلال العملات الشعبية مثل Bitcoin وEthereum وUSDC، وكذلك من خلال خيارات أقل شهرة مثل ApeCoin وBONK وDogecoin.
هدفنا هو جمع 25 مليون دولار لصندوق الإغاثة الطارئة من الجوع
حددت المنظمة غير الربحية هدفًا طموحًا بقيمة 25 مليون دولار لصندوق الإغاثة الطارئة من الجوع، والذي يهدف إلى تقديم الدعم الحاسم لـ 58 مليون شخص يواجهون المجاعة في جميع أنحاء العالم.
يعمل برنامج الأغذية العالمي في الولايات المتحدة، والذي يعمل منذ عام 1995، ككيان مستقل مرتبط بشكل وثيق ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، وتعد مبادرته الجديدة في مجال العملات المشفرة جزءًا من جهد أوسع لتحديث أساليب جمع التبرعات.
الحاجة المتزايدة للحلول الحديثة
وسلطت دوروتا أمين، مسؤولة الشراكات والأعمال الخيرية في برنامج الأغذية العالمي بالولايات المتحدة، الضوء على الضغوط التي تتعرض لها أنظمة المساعدة التقليدية.
قالت
تتعرض أنظمة المساعدة التقليدية لضغوط هائلة. واعتماد تقنيات جديدة مثل البلوك تشين والعملات المشفرة ليس مجرد خيار، بل ضرورة.
تستمر أزمة الجوع العالمية في التفاقم، وفي ظل تقلص الميزانيات الإنسانية، تقدم تقنية البلوك تشين طريقة مبتكرة لضمان وصول الأموال إلى المحتاجين بكفاءة أكبر.
ميزة العملات المشفرة: رسوم أقل وتحويلات أسرع
يستفيد المتبرعون الذين يختارون المساهمة عبر العملات المشفرة من رسوم المعاملات المنخفضة، مما يضمن أن جزءًا أكبر من تبرعاتهم يدعم جهود الإغاثة بشكل مباشر.
بالإضافة إلى ذلك، فإن سرعة blockchain تمكن من معالجة الأموال في دقائق معدودة، بدلاً من استغراق أيام كما هو الحال غالبًا مع الطرق التقليدية.
وتُعد التبرعات أيضًا معفاة من الضرائب، مما يوفر حافزًا ماليًا لأولئك الذين يتطلعون إلى تعويض مكاسب رأس المال.
ضغوط على البيت الأبيض لإعادة النظر في تخفيضات مساعدات الأمم المتحدة
وتأتي هذه الخطوة نحو التبرعات بالعملات المشفرة في أعقاب انخفاض كبير في تمويل مبادرات المساعدات الغذائية العاجلة للأمم المتحدة.
وفي ظل إدارة ترامب، تم خفض الدعم الأميركي لبرامج الأمم المتحدة الحيوية في 14 دولة فقيرة، بما في ذلك أفغانستان وسوريا واليمن.
ودعا مسؤولون في برنامج الأغذية العالمي البيت الأبيض منذ ذلك الحين إلى إعادة النظر في موقفه، حيث حذر أحدهم من أن القرار "قد يرقى إلى حكم بالإعدام على ملايين البشر".
دور تقنية البلوك تشين في إحداث ثورة في تقديم المساعدات
لقد حقق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بالفعل خطوات كبيرة في استخدام تقنية البلوك تشين لتبسيط تقديم المساعدات من خلال مبادرة Building Blocks.
من خلال استخدام المحافظ الرقمية، يتم تقديم المساعدة مباشرة للاجئين، مما يقلل بشكل كبير من تكاليف المعاملات بنسبة تصل إلى 98%.
كما يعمل هذا النظام على الحد من الاحتيال والقضاء على الحاجة إلى البنوك المحلية، مما يضمن وصول الأموال إلى المستفيدين المقصودين دون تأخير أو تكاليف غير ضرورية.
البيت الأبيض يشير إلى تراجعه عن خفض تمويل الأمم المتحدة
وفق رويترز أعلن البيت الأبيض يوم الأربعاء عن خطط لإعادة بعض تمويل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
ومع ذلك، فإن هذا يتوقف على قيام برنامج الأغذية العالمي بتعديل بعض البرامج في بلدان محددة.
ويُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها خطوة نحو معالجة التحديات الإنسانية المتزايدة، لكن المخاوف لا تزال قائمة بشأن مدى كفاية التمويل لتلبية احتياجات الفئات الأكثر ضعفاً.
من خلال دمج الحلول المبتكرة مثل العملات المشفرة، يأمل برنامج الأغذية العالمي في الولايات المتحدة أن يلعب دورًا رائدًا في معالجة الجوع على نطاق عالمي.
ومن المتوقع أن يكون للجمع بين التبرعات بالعملة الرقمية والتكنولوجيا الحديثة تأثير تحويلي على طريقة تقديم المساعدات، مما يوفر لمحة عن مستقبل حيث تكون المساعدات الغذائية العالمية أسرع وأرخص وأكثر كفاءة.